تعليممال واعمال

أنواع الأساليب الكمية في منظمة الأعمال

أنواع الأساليب الكمية في منظمة الأعمال

من أجل بيان أنواع الأساليب الكمية في منظمة الأعمال، لا بد لنا في البداية من توضيح مفهوم وطبيعة عمل منظمة الأعمال حتى يكون بالإمكان تقریب الموضوع للقارئ بشكل أكثر واقعية.

مفهوم منظمة الأعمال

من أجل توضيح مفهوم منظمة الأعمال لابد لنا في البداية من توضيح ما هو المقصود بكلمة المنظمة، حيث تتفق معظم الأدبيات المهتمة بعلم الإدارة أن المنظمة هي عبارة عن تجمع للأفراد بشكل منظم، حيث يسعى هذا التجمع إلى تحقيق هدف أو مجموعة أهداف محددة، على سبيل المثال أن مصنع الألبسة أو مصنع الأسمنت وشركة الكهرباء والمصرف كل واحدة منها تحمل اسم المنظمة، وذلك يعود إلى اشتراكها في ثلاث خصائص أساسية من حيث مكوناتها، وهي:

  •  الأفراد (People)

حيث أن من يعمل لوحده لا يشكل منظمة، في حين أن تجمع الأفراد وبشكل واع ومنظم باتجاه إنجاز متطلبات تحقيق الهدف التي اجتمعوا من أجله هو المكون الأول والأساسي للمنظمة.

  • الغرض (Purpose)

للمنظمة غرض مميز يتم التعبير عنه بهدف أو مجموعة من الأهداف تسعى المنظمية إلى تحقيقها.

  • الهيكل (Structure)

للمنظمة هيكل وتركيب منظم بعناية يوضح شكل وطبيعة العلاقات بين أفراد المنظمة بحسب الموقع الوظيفي لهم.

على أساس ما تقدم نجد أن هذه العناصر الثلاثة هي المقومات الأساسية لأي منظمة، وإن حدث اختلاف بينها فإن ذلك يكون على الأغلب في طبيعة الهدف، حيث من المعلوم أن الهدف هو العنصر الأساس المحدد للاختلاف بين المنظمات ، حيث أن أي منها تسعى بشكل عام لإنتاج سلعة ما أو تقديم خدمة معينة.

وهنا لابد لنا من أن نشير إلى أن الهدف أو الأهداف وراء النشاط السلعي أو الخدمي الذي تسعى المنظمة إلى تحقيقه هو الذي يدعو إلى إطلاق تسمية منظمة أعمال بدلاً من مجرد كلمة (منظمة) فقط. باعتبار أن منظمة الأعمال من بين أهم أهدافها هو تحقيق العائد الاقتصادي المتمثل بالربح مع السعي الدؤوب إلى تعظيم قيمته للمالكين بشكل مستمر.

ومن هنا يمكن لنا أن نستخلص مفهوم لمنظمة الأعمال باعتبارها ذلك التجمع المنظم للأفراد الذي يهدف إلى تحقيق غرض محدد يرتبط بتحقيق عائد أو مردود مالي للجهة المالكة أو القائمة على إدارة المنظمة المذكورة.

أخيراً واجه استخدام المدخل الكمي في دراسة إدارة الأعمال معوقات واضحة حول صعوبة التعامل مع الأساليب الرياضية، كما أن ليس جميع مشکلات إدارة الأعمال يمكن صياغتها بنماذج وصيغ رياضية، حيث أن الكثير منها تنطوي على جوانب إنسانية واعتبارات لا يمكن صياغتها بأرقام ثابتة أو متغيرات كمية. لكن ذلك لم يقلل من أهمية التعامل مع هذا المدخل في إيجاد أفضل الحلول لأعقد المشکلات المتعلقة بالاستخدام الأمثل لموارد المنظمة في سعيها لتحقيق الأهداف المحددة.

مفهوم الأساليب الكمية

يفهم من مصطلح الأساليب الكمية بأنها مجموعة من الأدوات أو الطرق التي تستخدم من قبل متخذ القرار لمعالجة مشكلة معينة أو لترشيد القرار الإداري المزمع اتخاذه بخصوص حالة معينة، ويفترض في هذه الحالة توفر القدر الكافي من البيانات المتعلقة بالمشكلة. ويتطلب تطبيقها واستخدامها أيضاً تحديد الفرضيات والعوامل المؤثرة بشكل مباشر أو غير مباشر.

وقد عرف البعض الأساليب الكمية بأنها تلك الأطر الرياضية أو الكمية التي من خلالها يتم استيعاب كافة مفردات المشكلة والتعبير عنها بالاعتماد على العلاقات الرياضية (معادلات أو متباينات) وذلك كخطوة أولى نحو معالجتها وحلها. ويتم تدعيم هذه الأطر الرياضية بالبيانات اللازمة التي يتصف البعض منها في كونها من الثوابت والبعض الآخر من المتغيرات بما يتناسب مع طبيعة المشكلة المدروسة.

وبذلك تكون هذه الأطر الرياضية بمثابة الوسيلة أو الأسلوب التي من خلالها يتم معالجة المشكلة في الواقع العملي بعد أن يتم استيعاب معظم متغيراتها وثوابتها بحيث يتم التوصل في النهاية إلى الحل المطلوب لها.

تتصف الأساليب الكمية بأن بعضها ذات طابع أو صفة احتمالية، والبعض الآخر يتصف في كونه ثابت أو ساكن والبعض الآخر يتصف في كونه متغير بشكل مستمر حسب طبيعة العامل الزمني. إضافة إلى ذلك هنالك تقسيمات وتصنيفات لهذه الأساليب الكمية حسب طبيعة الاستخدام وحسب طبيعة العوامل الداخلة فيها كما سیرد ذلك أدناه.

نشأة الاساليب الكمية

ان بداية ظهور هذه الأساليب في الفكر الإداري واعتماده كمنهج من مناهج المستخدمة في إتخاذ القرارات وحل المشاكل يرتبط مع المحاولات التي بذلها رواد الإدارة العلمية في بداية القرن العشرين من خلال إدخال الأساليب العلمية في الإدارة وقد كان الاستخدام الواضح لهذه الأدوات في معالجة مشاكل المنظمات في منتصف الاربعينات والخمسينات من القرن العشرين حيث فرضت الحرب العالمية الثانية حاجة ملحه للدقة في توزيع الموارد المهمة لمختلف العمليات العسكرية.

ان هذا الامر دعى القيادة البريطانية الى تشكيل فريق من المتخصصين بعلم الرياضيات والفيزياء والاقتصاد وغيرها من التخصصات العلمية وكان مهمة هذا الفريق هو اجراء بحوث في العمليات العسكرية وتقديمها للقيادة العسكرية للنظر في تنفيذها وقد احرز الفريق أفضل النتائج في المجال العسكري وخاصة مع استخدام الحواسيب الأولى في إجراء العمليات الحسابية المعقدة التي تضمنتها النماذج الرياضية في حل الشاكل التي أوكلت الى الفريق العلمي.

وبعد انتهاء الحرب ظهرت الرغبة في اعتماد هذا الأسلوب خارج الاستخدامات العسكرية خاصة مع التوجه الصناعي الكبير والزيادة في حجم وتعقيد المنظمات وزيادة المنافسة أدى الى ظهور مشكلات متعلقة بتوزيع الموارد المحدودة والمهمة في ميدان الصناعة والإنتاج الاقتصادي وهذا ما اقنع معظم المتخصصين في معالجة المشكلات الإدارية بأن الأساليب الكمية هي التوجه الملائم للتعامل مع مشاكل الإدارة في المنظمات المختلفة.

أنواع الأساليب الكمية

ضمن المنهج الكمي لإدارة الأعمال يمكن أن نميز بين الكثير من أنواع الأساليب الكميه التي تستخدم من قبل متخذ القرار في مجال ترشيد القرار الإداري أو لغرض حل مشكلة معينة في أحد مجالات إدارة المنشأة من أجل الحصول على الحلول المطلوبة، وفي هذا الصدد يمكن أن يتم الحصول على ثلاثة أنواع من الحلول حسب ماهو وارد في أدبيات المنهج الكمي لإدارة الأعمال وهي:

  1. الحل الممكن (Feasible Solution) .
  2. والحل الأفضل (Best Solution) .
  3. الحل الأمثل (Optimal Solution) .

أن هذه الأساليب تقع تحت تسميات مختلفة في أدبيات المنهج الكمي إلا أن الشائع منها يقع تحت عنوان بحوث العمليات. يضاف إلى ذلك الأساليب الإحصائية.

أولاً : أساليب كمية مختلفة :

  1. البرمجة الخطية.
  2. البرمجة الديناميكية.
  3. نماذج التخزين.
  4. شبكات العمل.
  5. نماذج الانتظار.
  6. نظرية القرار.
  7. المحاكاة.
  8. نظرية الاحتمالات.
  9. نظرية المباريات.
  10. الأساليب الرياضيو والجبرية.
  11. سلاسل ماركوف.
  12. أسلوب المصفوفات.
  13. نماذج التدفق.

ثانياً: الأساليب الإحصائية:

  1. أسلوب الارتباط.
  2. أسلوب الانحدار.
  3. نماذج التوقع.
  4. المقاييس والاختبارات الإحصائية.

أهمية الأساليب الكمية

تكمن أهمية الأساليب الكمية في الآتي:

  • تساهم في تقريب المشكلة الى الواقع بموجب صيغ علمية مبسطة ونماذج رياضية توضح ملابسات المشكلة.
  • عرض النتائج المستخلصة من النماذج والعلاقات الرياضية بشكل يساعد في تفسير ملابسات المشكلة.
  • تصميم المعايير القياسية والمثالية لاتخاذ القرارات في مشاكل مشابهة في المستقبل لمنظمات الاعمال.
  • تساعد في تحقيق معايير الجودة الشاملة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى