تاريختعليم

دور اليمنيين في نشر الإسلام في أوروبا

دور اليمنيين في نشر الإسلام في أوروبا
خريطة المناطق والمدن التي استقر فيها اليمنيون في الأندلس

دور اليمنيين في نشر الإسلام في أوروبا

سنتناول في مقالنا هذا دور اليمنيين في نشر الإسلام في أوروبا.

أولا – فتح الأندلس:

بعد أن وطد القائد اليمني موسى بن نصير اللخمي الحكم في أفريقيا، اتجه بتفكيره نحو الأندلس ( أسبانيا حاليا ) يدفعه إلى ذلك دافع ديني وهو نشر الإسلام وتأمين حدود الدولة الإسلامية والخلافة الأموية في بلاد المغرب ، من غارات القوط والفرنجة والروم المقيمين في أسبانيا، وقد تجسد دور اليمنيين في فتح الأندلس من خلال الشخصيات والإسهامات الآتية :

إقرأ أيضاً : دور اليمنيين في نشر الإسلام في أفريقيا. 

  1. التفكير في فتح الأندلس : حيث كان موسی بن نصير ومن معه من القادة اليمنيين هم الذين تطلعوا وفكروا في فتح الأندلس ونشر الإسلام فيها، خاصة وأنه لا يفصلها إلا ممر مائي ضيق عن شمال أفريقيا أطلق عليه بعد الفتح اسم ( مضيق جبل طارق ) نسبة إلى القائد المسلم البربري طارق بن زياد الذي عبر ذلك المضيق بتكليف من موسى بن نصير والي أفريقيا.
  2. استطلاع الأندلس : حيث كلف موسی بن نصیر القائد اليمني الآخر ( طريف بن مالك المعافري ) بتجهيز وقيادة حملة استطلاعية للأندلس، وقام القائد طریف بتنفيذ أوامر موسی فعبر المضيق ونزل في أطراف جزيرة سمیت فيما بعد بجزيرة طريف، وعاد طريف وقد شاهد خصب البلاد وغناها وضعف وسائل الدفاع عنها مما شجع موسى على العزم على فتحها .
  3. فتح الأندلس : وجه موسی بن نصیر القائد طارق بن زیاد حاکم طنجة باستكمال تجهيز الجيش وعبور المضيق الفاصل بين أفريقيا والأندلس عام ۹۲ هجري، فعبر طارق المضيق، ونزل عند سفح الجبل الذي سمي فيما بعد باسمه ( جبل طارق )، وحقق كثيرة من الانتصارات حتى وصل إلى طليطلة وطلب من موسی مزيدا من المدد، وبدعم من موسى بن نصير تمكن طارق بن زیاد من هزيمة القوط، وأغرق ملكهم ( لذريق ) في البحر، وبعد انتصار طارق لحق به موسی بالقرب من طليطلة، على رأس حملة كبيرة يقودها بنفسه، وبدأ القائد ان استكمال فتح الأندلس معا.وقد تكون جيش طارق من 13 ألف مقاتل، وجيش موسى من 18 ألف مقاتل، وتمكنا من فتح أراض في الأندلس ( أسبانيا ) وما جاورها من الأراضي التي تسمى حاليا بالبرتغال، وما أن جاء عام ۹٦ هجري، حتی كان ابنه ( عبد العزيز بن موسی بن نصیر) قد استكمل فتح غرب الأندلس وجنوبها الشرقي، ولم يكتف موسی بذلك بل بدأ التفكير بفتح جنوب أوروبا، لكن الخليفة الوليد في دمشق أمره بالعودة إلى الشام هو وطارق بن زياد، فامتثلا لأمر الخليفة بعد أن استخلف موسی ابنه عبدالعزيز واليا على الأندلس، الذي اتخذ من أشبيلية عاصمة لولاية الأندلس .

إقرأ أيضاً : دور اليمنيين في نشر الإسلام في آسيا. 

ثانيا: فتح جنوب فرنسا:

عاد موسی بن نصير إلى الشام في عهد الخليفة الوليد، ولم يحقق فكرته التي كانت تهدف إلى فتح جنوب أوروبا، ولم تتعد فتوح المسلمين جبال البرانس إلى أن ولى الخليفة عمر بن عبدالعزيز بلاد الأندلس السمح بن مالك الخولاني، فتجدد دور اليمنيين في نشر الإسلام في أوروبا، وكان لهم الإسهامات الآتية:

  1. تجدید عهد الفتوح بقيادة السمح بن مالك الخولاني الذي اخترق جبال البرانس وزحف على مقاطعتي ( سبتمانيا ) ( و برفانس )، ثم أغار على ( اکيتانيا )، وفي معركة إكیتانیا استشهد السمح بن مالك الخولاني قرب نهر ( اللوار).
  2. الزحف على بلاد الغال ( فرنسا حاليا) بقيادة قائد يمني آخر هو عبدالرحمن الغافقي، ووصلوا مع غيرهم من المسلمين إلى حوض الرون وبلغوا مدينة ليون الفرنسية. وفي عام 114 هجري التقى عبد الرحمن الغافقي مع «ملك الفرنجة شارل مارتل في المعركة الشهيرة في موقعة ( نور ) التي أطلق عليها المسلمون معركة ( بلاط الشهداء )؛ لكثرة ما استشهد فيها من المسلمين ومنهم القائد عبد الرحمن الغافقي، نتيجة للمعركة غير المتكافئة وتفاقم الاضطرابات الداخلية في الأندلس بسبب الصراعات السياسية فتراجع المسلمون عبر جبال البرانس إلى الأندلس وتوقف الفتح الإسلامي عند ذلك الحد رغم المحاولات اللاحقة التي أعاقها تفاقم الصراع بين المسلمين في الأندلس نفسها.

ثالثا- دور اليمنيين في بناء الحضارة العربية الإسلامية في أوروبا :

وقد تجسد دور اليمنيين في بناء الحضارة العربية الإسلامية في أوروبا من خلال الإسهامات الآتية :

  1. إدارة الدولة : حيث كان منهم السمح بن مالك الخولاني والي الأندلس وخلفه عبد الرحمن الغافقي، الذي قام بإصلاح أحوال الأندلس، وأعاد تنظيم الجيش، ووطد النظام في جميع أنحاء البلاد، والمقتدر الهودي. أحد ملوك الطوائف بالأندلس، والمنصور بن أبي عامر والي الأندلس الذي ولى أولاده الولاية من بعده، وأبو عبدالله الأحمر آخر ملوك الأندلس، وكان من اليمنيين أيضا حنش بن عبدالله الصنعاني، الذي تولى بعض الأعمال الإدارية، واقترن اسمه ببناء المساجد، وتعديل القبلة في عدد من المدن الأندلسية.
  2. قيادة الجيوش : حيث كان منهم القائد عنبسة بن سحيم الحلبي الذي جدد محاولات الفتح لفرنسا بعد القائد السمح والقائد الغافقي .
  3. تطوير القضاء: حيث كان منهم القاضي إبراهيم بن زهير التجيبي تولى قضاء رندة ولوشة بالأندلس.
  4. أسهم اليمنيون في تطوير العلوم : حيث كان . أحمد بن محمد المعافري عالم أهل قرطبة، ومحمد بن عبدالرحمن التجيبي من کبار محدثي الأندلس، ويوسف بن هارون الرمادي صاحب كتاب ترصيع الأخبار وتنويع الآثار، وأبو جعفر بن محمد الغافقي أشهر علماء العرب دقة في دراسة النباتات عموما والأعشاب الطبية خصوصا، ويعتبره الأوروبيون أعظم عالم نبات وصيدلة في العصور الوسطى ويفوق بكثير ابن البيطار، والعلامة اللغوي النحوي أحمد بن محمد القرطبي الملقب ( إشكابة ) وغيرهم كثير .
  5. أسهم اليمنيون في تعمير وتخطيط المراكز الحضارية : فقد وصل إلى الأندلس أعداد كبيرة من اليمنيين واستقروا في المناطق التي وصلوا إليها وأسهموا في تعميرها، ومنهم أعيان الجزيرة الخضراء بنو عذرة، وبنو الأحمر في غرناطة، وبنو خلدون الذين ينتسب إليهم العلامة عبد الرحمن بن خلدون الحضرمي ، حيث قاموا بتعمیر وإقامة مراكزهم الحضارية الخاصة بهم التي لازالت آثارها باقية دالة عليهم حتى اليوم مثل : قلعة بني يحصب في إقليم أشبيلية، وقلعة خولان في غرناطة، وإقليم ربع اليمن، وقلعه بني خطاب ، وقلعة همدان في قرطبة، وقصر الحمراء في غرناطة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى