هل يعتبر الراتب التقاعدي أو المعاش میراث

السؤال: هل يعتبر الراتب التقاعدي میراث ؟

الجواب: هذه المسألة فيها تفصيل… والأصل:

1. أن الراتب التقاعدي ليس میراثاً.. ولا يحق لأحد أن يستفيد منه.. سوى من يحددهم (قانون الدولة).
2. وأن الواجب الشرعي على الدولة هو: الإنفاق على الأحياء وكفاية حاجاتهم.. وليس الأموات.. ولكن تبقى مسألة تتعلق بالذمة المالية الشرعية أمام الله.. وهي: حقوق المعولين الفقراء والمحتاجين..

فلو فرضنا أن رجلاً مات عن زوجة ووالديه.. والزوجة غنية والوالدان فقيران.. وكان ابنهما يعولهما في حياته.. فإنه – في هذه الحالة – لا يجوز للزوجة أن تأخذ من الراتب التقاعدي لزوجها أكثر من (میراثها الشرعي) ويبقى باقي الراتب للوالدين.. حتى لو كان القانون لا يعطيهما الحق في راتب ابنهما..

والعكس صحيح: فإذا افترضنا أن الوالدين أغنياء، والزوجة فقيرة.. فإنه لا يجوز للوالدين أن يأخذا أكثر من میراثهما الشرعي.. ويبقى الراتب التقاعدي كاملا للزوجة حتى لو لم يكن لها أولاد.. وفيما يتعلق بهذه المسألة، فإن القانون يتعطل وتبقى (الشهامة والمروءة)، وقوله تعالى: ﴿ولا تنسوا الفضل بینکم إن الله بما تعملون بصیر﴾ [البقرة, 237].

إقرأ أيضاً: حكم حرمان المرأة من الميراث وأسباب الميراث وموانعه والحقوق المتعلقة به.

وباختصار: فإن الراتب التقاعدي من حق الفقير من الورثة، وليس من حق الغني الذي ليس محتاجا إليه.. وأشبه شيء به هو مال اليتيم الذي قال الله: ﴿ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف﴾ [النساء, 6]. وفي كل الأحوال، فلا يجوز أن يستأثر براتب التقاعد كله شخص واحد.. ولو كان القانون يعطيه هذا الحق.. إلا عن رضا وطيب خاطر من سائر الورثة..

وكما يجب على الدولة أن تنفق على (الموظف) وهو حي، فكذلك يجب عليها أن تنفق على الفقراء (المحتاجين) من ورثته الشرعيين.. بعد أن يموت.. خاصة: كبار السن کوالديه، و من ليس لهم من يعولهم سوی ذلك الراتب! هذا والله تعالى أعلم وأحكم؟

د. رصين بن صالح