الدينمنوعات دينية

مكانة المرأة وحقوقها في الإسلام

مكانة المرأة وحقوقها في الإسلام
مكانة المرأة وحقوقها في الإسلام

مكانة المرأة

مكانة المرأة في الإسلام عظيمة فلا يوجد دين ولا مذهب على وجه الأرض أعطى للمرأة مكانتها وصان حقوقها كالإسلام. فقد كانت الديانات السابقة تعتبر المرأة رجساً من عمل الشيطان يجب الفرار منه واللجوء إلى حياة التبتل والرهبنة ، وبعضها الآخر يعتبرها مجرد خادمة تقوم بخدمة الرجل فقط ، وكان بعض العرب في الجاهلية يتشاءمون بميلاد البنات ، بل كان البعض يدفن ابنته وهي حية ، قال تعالى : ﴿وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ {٥٨} يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ۚ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ{٥٩}﴾ [سورة النحل].

وجاء الإسلام فأبطل كل تلك المعتقدات الخاطئة ، فأعاد للمرأة كرامتها ، وجعلها عنصراً فعالاً في نهوض المجتمعات وتماسكها وسلامتها ، وشرع لها من الحقوق ما لم تعهده أمة من الأمم قديماً وحديثاً ، وأرسى المبادئ التي وضعت المرأة في المكانة اللائقة بها ، ومن تلك المبادئ ما يلي :

  1. إن المرأة إنسان كالرجل ، فأصلهما واحد ، وكل منهما يكمل الآخر ويكتمل به ، قال تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ….﴾ [سورة النساء, آية:١].
  2. المرأة مكلفة بالتدين والعبادة كالرجل ، قال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ [سورة الأحزاب, آية: ٣٥]. ويمكن أن تكون المرأة أكرم على الله من الرجل إذا كانت أتقى منه ، قال تعالى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ﴾ [سورة الحجرات, آية: ١٣].
  3. أن المرأة إنسان مؤهل للتملك والتصرف ، فللمرأة في الإسلام حق التملك المشروع بأنواعه ، وحق التصرف بأنواعه ، قال تعالى: ﴿لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا ۖ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ ۚ﴾ [سورة النساء, آية: ٣٢]. كما أعطاها الإسلام حق الدفاع عن مالها ونفسها بالتقاضي وغيره من الأعمال المشروعة.
  4. أعلن الإسلام أن للمرأة حقوقاً على الرجل ، وعليها واجبات يجب أن تؤديها ، بما يحقق العدل والتعاون في بناء الأسرة ، ويحقق تماسكها وسعادتها ، قال تعالى: ﴿…وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ….﴾ [سورة البقرة, آية: ٢٢٨].

طبيعة العلاقة بين المرأة والرجل

أقتضت سنة الله تعالى في المخلوقات أن تكون الزوجية من خصائصها ، فنرى الذكورة والأنوثة في عالم الإنسان والحيوان والنبات ، ونرى الموجب والسالب في عالم الجمادات من الذرة إلى المجرة ، قال تعالى: ﴿وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [سورة الذاريات, آية: ٤٩]. وعلى هذا الأساس أقام الإسلام نظمه وتوجيهاته وأحكامه فيما يتعلق بعلاقة الرجل بالمرأة ، فلم يدلل المرأة على حساب الرجل ، كما أنه لم يظلمها من أجله ، ولم يكن همه إرضاء رغبات المرأة على حساب رسالتها ، ولا إرضاء الرجل على حساب كرامة المرأة ، بل أعطى كلا من الرجل والمرأة حقوقه كاملة ، بما يتناسب مع رسالة كل منهما في الحياة ، وبما يلائم فطرته التي فطره الله عليها ، فالعلاقة بين الرجل والمرأة في الإسلام تقوم على ما يلي :

  1. أن العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة تكامل وتلازم ، لا علاقة صراع وتخاصم ، فكل منهما شريك للآخر في بناء المجتمع وتحقيق رسالته في الحياة.
  2. أعلى الإسلام من قيمة الزواج والحياة الزوجية باعتباره العلاقة المشروعة بين الرجال والنساء ، وأقام العلاقة بين المرأة وزوجها على أساس الحب والعدل والرحمة ، قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [سورة الروم, آية: ٢١]. وبين الإسلام بأن حاجة الرجل إلى زوجته كحاجتها إليه ، قال تعالى: ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ﴾ [سورة البقرة, آية: ١٨٧]. ولذلك، فإن الزوجة الصالحة في نظر الإسلام أحد أسباب السعادة ، وهي أفضل ثروة يكتنزها الرجل من دنياه بعد الإيمان بالله ، قال رسول الله ﷺ : (ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله تعالى خيراً من زوجة صالحة ) [ابن ماجة : كتاب النكاح, باب أفضل النساء, عن أبي إمامة رضي الله عنه].
  3. حرم الإسلام أي علاقة غير مشروعة بين الرجال والنساء ؛ لما في ذلك من انهيار لقيم المجتمع وأسسه ، فحرم الزنى ، وحرم كل ما يؤدي إليه من النظر والتبرج والخلوة ، قال تعالى: ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {٣٠} وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ….{٣١}﴾ [سورة النور].

حقوق المرأة في الإسلام

لا يعرف البشر قديماً وحديثاً ديناً ولا نظاماً أعطى المرأة من الحقوق ما يكفل لها إنسانيتها وكرامتها مثل الإسلام ، فقد جعل الإسلام للمرأة حقوقاً سواء أكانت أماً أم زوجة أم بنتاً أم أختاً أم رحماً ، وفيما يلي بيان لذلك :

  1. جعل الإسلام المرأة دائماً في ظل رجل مكفولة النفقات مكفية الحاجات ، فهي في كنف أبيها أو زوجها أو أولادها أو أخوتها ، فأوجب على وليها أن يوفر لها ــ حسب قدرته ــ المسكن والمأكل والملبس والدواء الذي يحفظ لها كرامتها ويصون حرمتها ويحافظ على صحتها ، قال رسول الله ﷺ : ( ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ) [مسلم : كتاب الحج, باب حجة النبي, عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه].
  2. أعطى الإسلام للمرأة الحق في الحياة ، فحرم وأد البنات وأنكر التشاؤم بولادتها ، بل وأمر أن تستقيل البنت عند الولادة بالبشر والسعادة ؛ باعتبارها هبة من الله ونعمة كالولد يهبها الله لمن يشاء ، قال تعالى: ﴿… يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ﴾ [سورة الشورى, آية: ٤٩]. وأمر الإسلام أن تحاط البنت في الأسرة بجو من الحب والتربية الحسنة ، وأن لا تشعر بتفضيل أخيها الصبي عليها ، قال رسول الله ﷺ : ( من كانت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده ــ يعني الذكور ــ عليها أدخله الله الجنة ) [ أبو داود : كتاب الآدب, باب في فضل من عال يتيماً, عن ابن عباس رضي الله عنه]. وإذا بلغت البنت سن الزواج أعطاها الإسلام الحق بأن تبدي رأيها فيمن تتزوجه ، ولها أن ترفض الزواج ممن تكره ، وأوجب على وليها أن يأخذ رأيها في ذلك ، قال رسول الله ﷺ : (لا تنكح الأيم حتى تستأمر ، ولا تنكح البكر حتى تستأذن ، قالوا : يا رسول الله وكيف إذنها ؟ قال : أن تسكت ) [البخاري : كتاب النكاح, باب لاينكح الأب ولا غيره البكر والثيب إلا برضاها, عن أبي هريرة رضي الله عنه].
  3. قرر الإسلام للمرأة حقوقاً على زوجها ، فعلى الزوج أن يدفع لها صداقاً محدداً ( المهر ) عند الزواج بها ، قال تعالى : ﴿وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ…﴾ [سورة النساء, آية:٤]. ويجب عليه أن يحسن معاشرتها ، وهو حق جامع يتضمن إحسان المعاملة في كل علاقة بين الرجل وزوجته ، قال تعالى : ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ﴾ [سورة النساء, آية: ١٩]. وقال رسول الله ﷺ : ( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وألطفهم بأهله ) [الترمذي : كتاب الإيمان, باب استكمال الإيمان وزيادته, عن عائشة رضي الله عنها].
  4. حث الإسلام على الإحسان إلى الأم ودوام برها ، وخفض الجناح لها وتوقيرها ، والتماس رضاها ، وجعل ذلك من أفضل القربات إلى الله وأعظمها ، فقد سئل رسول الله ﷺ : ( أي الأعمال أحب إلى الله ؟ فقال : ( الصلاة على وقتها ، قيل ثم أي ؟ قال : بر الوالدين ، قيل ثم أي ؟ قال : الجهاد في سبيل الله ) [البخاري : كتاب الأدب, باب البر والصلة, عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه]. وجعل رسول الله حق الأم أعظم من حق الأب ومضاعفاً عليه ، جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال : ( يا رسول الله ، من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك ، قال ثم من ؟ قال : ثم أبوك ) [البخاري : كتاب الأدب, باب من أحق الناس بحسن الصحبه, عن أبي هريرة رضي الله عنه]. بل وأوجب الإسلام بر الأم حتى بعد موتها ، فقد سأل رجل رسول الله : هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما ؟ فقال رسول الله : ( نعم ، الصلاة عنهما ــ أي الدعاء لهما بالرحمة ــ والاستغفار لهما ، وإنفاذ عهدهما من بعدهما ، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما ، وإكرام صديقهما ) [أبو داود : كتاب الأدب, باب في بر الوالدين, عن مالك بن ربيعة رضي الله عنه].
  5. وإذا كانت المرأة رحما ــ أختا أو عمة أو خالة …. الخ ــ فقد أوجب الإسلام على الرجل أن يصلها ويحسن إليها ، قال تعالى: ﴿… وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [سورة النساء, آية: ١].
  6. جعل الإسلام صلة الرحم طريق للصلة بالله تعالى ، قال رسول الله ﷺ : ( الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله ، ومن قطعني قطعه الله ) [مسلم : كتاب البر والصلة, باب صلة الرحم وتحريم قطيعتهما, عن عائشة رضي الله عنها]. كما جعل أداء حقوق الأرحام سبب من أسباب البركة في الرزق والذكر الحسن ، قال رسول الله : ( من سره أن يبسط عليه رزقه ، أو ينسأ في أثره ، فليصل رحمه )[مسلم : كتاب البر والصلة, باب صلة الرحم وتحريم قطيعتهما, عن عائشة رضي الله عنها].

دور المرأة في المجتمع الإسلامي

يشيع بعض المغرضين أن الإسلام حكم على المرأة بالسجن داخل البيت فلا تخرج منه إلا إلى القبر ، وهذا القول باطل بصريح القرآن الكريم والسنة المطهرة ، ويدحضه تاريخ الإسلام والمسلمين ، فإن ظهرت بعض التصرفات التي تؤيد ذلك ، فمنشؤها الجهل والغلو والانحراف عن هدي الإسلام ، واتباع تقاليد اجتماعية قائمة على الظن السيئ بالمرأة ، وليس الإسلام مسئولا عن هذه التقاليد والتصرفات . فالإسلام جعل دور المرأة في بناء المجتمع أساسياً وفاعلاً يتمثل فيما يلي :

  1. أنها شريكة للرجل في تحقيق رسالة المجتمع ، فهي مكلفة بالمشاركة في أعظم مسئوليات المجتمع في الحياة الإسلامية ، وهي مسئولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لإقامة الدين وإصلاح حياة المجتمع واستقراره ، قال تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [سورة التوبة, آية: ٧١].
  2. كما أن لها الحق أن تبدي رأيها في القضايا والأحداث الجارية في المجتمع ، ومن الوقائع المشهورة في ذلك إحدى المسلمات على الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المسجد في قضية المهور ، فرجع رضي الله عنه إلى رأيها علنا وقال قولته المشهورة : ( أصابت المرأة وأخطأ عمر ).
  3. أعطى الإسلام المرأة دوراً عظيماً في بناء المجتمع ، فجعلها تشرف على صناعة أجيال الغد ، وأثر قيامها بهذه الرسالة قد يفوق دور الرجل في الحياة ، فلا يستطيع أحد أن يقوم مقام المرأة في هذا العمل العظيم الذي يتوقف عليه مستقبل الأمة ، وبه تتكون أعظم ثرواتها ، وهي الثروة البشرية.
  4. كلفها الإسلام بطلب العلم الذي يصحح عقيدتها ويفقهها في حدود الله ويعرفها بحقوقها وواجباتها ، وأتاح لها أن تترقى في العلم حتى تبلغ درجة الاجتهاد ، وقد ظهر في تاريخ المسلمين من النساء من بلغت أعلى الدرجات العلمية وأخذ الرجال العلم منها كأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .
  5. أتاح لها أن تعمل خارج البيت فيما يلائمها من الأعمال طبيعتها واختصاصها وقدراتها ، وقد جعل الإسلام لذلك حدوداً وضوابط تحفظ للمرأة فطرتها وكرامتها ، فعملها مشروع خصوصا عندما تكون هي أو أسرتها في حاجة إلى العمل خارج المنزل ، فنساء الصحابة كن يخرجن للعمل مع أزواجهن في الحقل والسوق ، ومن ذلك ما روي عن ذات النطاقين أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها كانت تنقل النوى من أرض زوجها الزبير الواقعة خارج المدينة ، كما أن عمل المرأة مشروع عندما يكون المجتمع في حاجة إلى عملها ، فمن نساء الصحابة من خرجن مع الجيش في الغزوات والمعارك لتقوم بالإسعاف والتمريض وغيرها من الأعمال الملائمة لفطرتهن وقدراتهن ، بل ومنهن من شاركن في القتال حين اقتضت الضرورة ذلك ، فقد شاركت نسيبة بنت كعب رضي الله عنها في القتال يوم أحد حتى أثنى عليها النبي صلى الله عليه وسلم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى