كيفية صلاة العيدين وحكمها ووقتها وما يستحب فيها
كيفية صلاة العيدين
صلاة العيدين هي ركعتان تصليان ضحى يومي الفطر والأضحى بلا أذان ولا إقامة، يجهر فيهما بالقراءة، وقد ورد في كيفية صلاة العيدين روايات متعددة ومختلفة، وبيان ما ورد عن كيفية صلاة العيدين في الآتي:
- أن يكون التكبير في الأولى سبع تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام، ثم يقرأ المصلي سورة الفاتحة، ويقرأ بعدها سورة الأعلى . لما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنه كان يكبر في العيدين سبعاً في الركعة الأولى، وخمساً في الآخرة سوَى تكبيرتي الركوع) [أخرجه أحمد عن عائشة رضي الله عنها]. ويصح أن يكون التكبير قبل القراءة أو بعدها.
- وفي الثانية خمس تكبيرات بعد تكبيرة القيام للركعة الثانية، ثم يقرأ سورة الفاتحة، ثم سورة الغاشية فهاتان السورتان كان النبي يقرأ بهما في العيدين. وينبغي للإمام إحياء سنة الرسول صلى الله عليه وسلم بقراءة هذه السور حتى يعرفها المسلمون ولا يستنكروها إذا وقعت.
- وبعد الصلاة يخطب الإمام خطبتين، يعظ الناس فيهما، ويرشدهم، ويحثهم على صلة الأرحام وبر الوالدين والاهتمام بأمور المسلمين ، ويذكرهم بأحكام زكاة الفطر إن كانوا في عيد الفطر، وإن كانوا في عيد الأضحى ذكرهم بأحكام الأضاحي. ولا يجب حضورهما ولا استماعهما، بل يستحب، إجماعاً من المسلمين.
- وتصح صلاة العيد جماعة وفرادى، وفي الجامع وفي (مصلى العيد) والبيت غير أن الأفضل أن تكون في جماعة وتكون في مصلى العيد.
حكم صلاة العيدين
اختلفت المذاهب الفقهيّة في بيان حكم حضور أداء صلاة العيدين، فذهب المالكية والشافعية إلى أن حكمها سنة مؤكدة، كما ذهب الحنابلة، والإمامية إلى أنها فرض كفاية؛ وذهب الحنفية في حكمها إلى أنها واجبة.
وقد أجمع جمهور العلماء على أن صلاة العيدين سُنَّة مؤَكَّدة واجبة في حق المسلم، الذَّكَر، العاقل، البالغ، المقيم، المتمتع بصحة جيدة، والخالي من الأعذار الشرعية التي يمكن أن تمنعه من الخروج إليها والوصول إلى مكان انعقادها.
وقد واظب عليها النبي صلى الله عليه وسلم، وأمر الرجال والنساء بحضورها، فقد جاء عن أم عطية رضي الله عنها قالت: (أمرنا النبي أن نخرج في العيدين العواتق وذوات الخدور وأمر الحيِضّ أن يعتزلن مصلى المسلمين) [أخرجه مسلم, كتاب, صلاة العيدين, باب ذكر إباحة خروج النساء في العيدين إلى المصلى].
وقت صلاة العيدين
يدخل وقت صلاة العيدين من ارتفاع الشمس حتى يتراءى للناظر أنها ارتفعت قدر رمح أو رمحين، ويسمى ذلك (وقت حل النافلة) أي ما يقارب ثلاثة أمتار ويستمر وقتها إلى حين الزوال قبيل وقت صلاة الظهر بقليل، ويستحب تعجيل صلاة عيد الأضحى والتريث في صلاة عيد الفطر. وتُقام صلاة العيدين صبيحة يوم عيد الفطر الذي يوافق اليوم الأول من شوال، وصبيحة يوم عيد الأضحى الذي يوافق عاشر ذي الحجة. لما ورد في الحديث: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الفطر والشمس على قدر رمحين، والأضحى على قدر رمح) [رواه أحمد البناء، وقال الشوكاني : إنه أحسن ماورد من الأحاديث في تعيين وقت صلاة العيدين].
ما يستحب في العيدين
حث النبي صلى الله عليه وسلم على جملة من السنن والآداب يوم العيد، ورغب فيها وهي كثيرة، ومنها:
- الاغتسال، فعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال:(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل يوم الفطر ويوم الأضحى) [أخرجه ابن ماجة, كتاب إقامة الصلاة, باب الاغتسال يوم العيدين].
- التطيب ولبس جميل الثياب، لما ورد عن الحسن السبط رضي الله عنه أنه قال: (أمرنا رسول أن نلبس أجود ما نجد، وأن نتطيب بأجود ما نجد) [أخرجه الحاكم فذ المستدرك والطبراني في المعجم الكبير, عن الحسن بن علي رضي الله عنهما].
- الأكل قبل الصلاة في الفطر دون الأضحى، فعن بريدة رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل ولا يأكل يوم الأضحى حتى يرجع) [أخرجه الترمذي وابن ماجة وأحمد].
- مخالفة الطريق، فيذهب إلى صلاة العيد من طريق ويرجع من أخرى، فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق) [أخرجه البخاري, كتاب الجمع, باب من خالف الطريق].
- التهنئة بالعيد والتزاور، فعن جبير بن نفير رضي الله عنه قال: (كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك) [أخرجه البخاري].
- التكبير وذكر الله تعالى، لقوله تعالى: ﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [سورة البقرة, آية: ١٨٥].