الحديث النبويالدين

شرح حديث اليد العليا خير من اليد السفلى

شرح حديث اليد العليا خير من اليد السفلى

حديث اليد العليا خير من اليد السفلى:

عنْ حكيم بن حزام رضيَ اللّه عنهُ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم قالَ: ( اليدُ العليا خيرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلي، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ. وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غِنى، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ الله، وَمَنْ يَسْتَغنِ يُغْنِهِ اللّه ) [رواه البخاريّ بهذا اللّفْظ في كتاب الزّكاة باب 18].

وَعند مسلم في الزكاة باب بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى: ( أَفْضلُ الصَّدَقَة أَوْ خَيْرُ الصَّدَقَة عَنْ ظَهْرِ غِنَى، وَالْيَدُ العُلْيا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلى وَابْدَأْ بِمَنْ تَعولُ ).

شرح حديث اليد العليا خير من اليد السفلى :

يبين لنا النبي ﷺ في “حديث اليد العليا خير من اليد السفلى” أن اليد المنفقة أفضل من اليد الآخذة ما لم تشتد حاجة اليد الآخذ. وليبدأ بالتصدق على عياله الذين تجب عليه نفقتهم، إذ الأقـربـون أولى بالمعروف، وله بذلك أجران : أجر الصدقة وأجر الصلة، وأفضل المتصدقين وأكثرهم أجراً من طابت نفسه بالصدقة، بحيث يفرح بما أنفق أكثر من فرحه بما أبقى.

أما من يتصدق ونفسه تتبع الصدقة فثوابه أقل. ومن يطلب لنفسه العفة عن السؤال، بحيث يحسبه الجاهل بحـالـه غنياً من شدة تعففـه، فإن اللّه سبحـانه سيصون كرامته وسيغنيه من فضله.

وفي قوله ﷺ ” اليد العليا خير من اليد السفلى ” دليل على الحث على الإنفاق في وجوه الطاعات . وفيه دليل لمذهب الجمهور : أن اليد العليا المنفقة، وقال الخطابي : المتعففة كما سبق، وقال غيره : العليا الآخذة ، والسفلى المانعة. حكاه القاضي. والله أعلم . والمراد بالعلو : علو الفضل والمجد ونيل الثواب.[^↑]

وفيما يلي شرح لحديث اليد العليا خير من اليد السفلى:

  • اليدُ العليا خيرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلي: معناها أن اليد العليا اليد المنفقه واليد السفلى اليد السائلة؛ اليد العليا خير من اليد السفلى معناها أن اليد العليا يد المُتصدِّق، واليد السُّفلى يد السّائل، والمعطِي مُفضّلٌ على المُعطَى، والمُفضِل خيرٌ من المُفضَل عليه. وهذا دليل علي التّرغيب في التّصدُّق والحثِّ عليه.
  • وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ: ابدأ بمن تلزمك نفقاتهم أي بأهلك الذين تعولهم، لأنّ المسلم يجب عليه أن يبدأ بالنّفقة الواجبة عليه، ومنها النّفقة على زوجته وأبنائه، وبعد ذلك يمكنه أن يتصدّق على الأقربين ثمّ من سواهم.
  • وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غِنى: أي من غير حاجة واجبة إلى ما يتصدق به. ومعنى هذا زائدا عن حاجته، والمُراد: أفضل الصّدقة ما أخرجه الإنسان من ماله بعد أن يستبقيَ منه قدر كفايته. وهذا يعني أن لا صدقة إلا بعد إحراز قوته وقوت أهله، لأن الابتداء بالفرائض قبل النوافل أولى، وليس لأحد إتلاف نفسه أو إتلاف أهله بإحياء غيره، وإنما عليه إحياء غيره بعد إحياء نفسه وأهله، إذ حقُّ نفسه وحقُّ أهله أوجب عليه من حقّ سائر النّاس.
  • وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ الله: أي من يطلب العفة عن السؤال، والعفة إظهار الغنى. ويعني هذا أن من يمتنع عن مسألة الناس يجازيه الله عز وجل على استعفافه بصيانة وجهه ودفع فاقته، إمّا بأن يرزقه المال أو يرزقه القناعة.
  • وَمَنْ يَسْتَغنِ يُغْنِهِ اللّه: يَسْتَغنِ أي يترفع عن مسألة الناس، ويشعر نفسه بالغنى عن غير خالقه سبحانه وتعالى. ومعنى هذا أن من يستغن بالله عمّن سواه، فإنّه يعطيه ما يستغني به عن السّؤال، ويخلق في قلبه الغِنى، فإنّ الغِنى غِنى النّفس.

فوائـد من حديث اليد العليا خير من اليد السفلى:

  1. الترغيب في الصدقة والحث عليها.
  2. التعفف عن المسألة والترفع عنها.
  3. أفضل الصّدقة ما وقع من غير مُحتاج إلى ما يتصدّق به لنفسه.
  4. اليد المنفقة أفضل من الآخذة.
  5. إن الأقربين أولى بالمعروف.
  6. من صفات المسلم القناعة، لأن الغنى غنى النفس.
  7. مشروعيّة السّعي في اكتساب المال حتى ينفِق على نفسه وعلى من يعول.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى