الحديث النبويالدين

شرح حديث قدسي عن التوبة

حديث عن التوبة
شرح حديث قدسي عن التوبة

حديث قدسي عن التوبة

حديث قدسي عن التوبة: عن الأغر بن يسار المزني رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ : ( يا أيها الناس توبوا إلى الله ، فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة) [رواه مسلم : كتاب الذكر والدعاء و التوبة والاستغفار, باب استحباب الاستغفار والإكثار منه]. ومعنى “توبوا إلى الله” أي ارجعوا إلى الله تعالى بالتوقف عن ارتكاب المعاصي، والندم على فعلها، والعزم على عدم العودة إلى ذلك في المستقبل.

إقرأ أيضاً: شروط صحة التوبة في الإسلام.

شرح الحديث القدسي

يتلخص شرح حديث الرسول عن التوبة في النقاط الآتية:

يأمرنا رسول الله ﷺ في هذا الحديث القدسي أن نتوب إلى الله تعالى من أي ذنب نقع فيه. ويبين لنا حاله مع الله تعالى وهو المعصوم عن الوقوع في المعاصي ، وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، بأنه يتوب إلى الله تعالى ويستغفره في كل يوم مائة مرة.

فإذا كان هذا هو حال رسول الله ﷺ فما أحوجنا إلى أن نكثر من التوبة والاستغفار إلى الله ، فنحن غير معصومين من الخطأ ، فلا يسلم أحد منا من الوقوع في ذنب من الذنوب. فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ : ( كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ) [ابن ماجة : كتاب الزهد, باب ذكر التوبة].

فالإنسان مهما بلغ من درجات الإيمان والصلاح فإنه قد يقع في ذنب أو تقصير ، ولأن الله تعالى عالم بضعف عباده فقد فتح لهم أبواب التوبة في كل لحظة من ليل أو نهار ، ليتطهروا من ذنوبهم وأخطائهم ، قال عليه الصلاة والسلام : ( إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها ) [ مسلم : كتاب التوبة, باب قبول التوبة, عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه].

والتوبة من نعم الله العظيمة على عبادة ، فإذا وقع الإنسان في ذنب أو تقصير فإن رحمة الله واسعة وفضله كبير يقبل توبة عبده ويتجاوز عن سيئاته إذا رجع إليه وطلب عفوه ومغفرته. قال تعالى: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ﴾ [سورة طه, آية: ٨٢].

وللتوبة منزلة عظيمة عند الله سبحانه، فالله تعالى يفرح بتوبة عبده فرحاً شديداً. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ : ( واللهِ للهُ أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة ) [ مسلم : كتاب التوبة, باب في الحض على التوبة والفرح بها]. كما أنه تعالى يحب التوابين من عباده ، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ [سورة البقرة, آية: ٢٢٢].

مفهوم التوبة وحكمها في الإسلام

التوبة في الشريعة الإسلامية هي: الرجوع إلى الله تعالى، بالاقلاع عن المعصية وتركها والندم على فعلها والعزم على عدم العودة إليها مستقبلا.

وحكم التوبة: أمر واجب على كل مسلم ذكراً كان أم انثى في كافة الظروف والاحوال، من جميع الذنوب سواء كان الذنب كبير أم صغير. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا﴾ [سورة التحريم, آية: ٨]. والتوبة النصوح لابد فيها من صدق المسلم على التوبة؛ بحيث إذا تاب الإنسان إلى الله أقلع عن الذنب، وعزم على عدم العودة إليه، أما الإنسان الذي يتوب بلسانه وقلبه منطو على فعل المعصية، وجوارحه مُصِرَّة على فعل المعصية؛ فإن توبته لا تنفعه، بل إنها أشبه ما تكون بالاستهزاء بالله عز وجل.

فضائل التوبة

للتوبة فضائل عظيمة، تعود على المسلم بالخير في دنياه وآخرته منها:

  • أن التائب يكون ممن يحبهم الله عز وجل، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ…﴾ [البقرة: ٢٢٢].
  • تطهير النفس وتزكيتها من دنس الخطايا والذنوب.
  • سعة الرزق، قال تعالى: ﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ﴾ [سورة هود, آية: ٥٢].
  • التوبة تجلب الطمأنينة والراحة النفسية للمسلم، وتدفعه إلى العمل وتزيل اليأس والإحباط الذي قد يمنع العمل.
  • أن في التوبة إقتداءً بحبيبنا المصطفى ﷺ، وامتثال لأمر الله سبحانه وتعالى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى