الحديث النبويالدين

حديث الحياء مع الشرح والتعريف بالراوي

حديث الحياء مع الشرح

 

الحياء لغةً : الحشمة ، واصطلاحاً هو شعور داخل النفس يمنع الإنسان من فعل القبيح ويبعث على ترك ما يعاب عليه ويلام ، والحياء شعبة من شعب الإيمان ، قال رسول الله ﷺ : (( الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار )) [رواه الترمذي في البر والصلة ، ٤ / ٥٣٩]. والإنسان إذا لم يكن عنده حياء يمنعه من فعل القبيح ويفقد القدرة على التمييز بينه وبين الحسن فإنه يعمل ما يشاء دون حياء .

نص حديث الحياء

عن أبي مسعود رضي الله عنه قال : قال النبي ﷺ : (( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستحِ فاصنع ما شِئت )) [أخرجه البخاري/كتاب الأدب].

التعريف براوي حديث الحياء

أبو مسعود : هو عقبه بن عمرو بن ثعلبة الأنصاري البدري ، صحابي جليل شهد العقبة الثانية وأُحداً وما بعدها ، نزل الكوفة . استخلفه الامام علي كرم الله وجهه على الكوفة أثناء سيره إلى صفين ، توفي بالكوفة عام أربعين للهجرة.

شرح حديث الحياء

الحياء أصل الأخلاق الكريمة وأساس الفضائل ، وهو صمَّام الأمان يحفظ الإنسان من ارتكاب المحرمات ومن نشر الرذائل ، وهو باعث قوي على فعل الخيرات والطاعات واجتناب المعاصي والآثام ، وهو قرين الإيمان ، وشعبة من شعبه ، قال رسول الله ﷺ : (( الحياء والإيمان قُرِنَا جميعاً فإذا رُفِعَ أحدهما رُفِعَ الآخر )) [رواه الطبراني في الأوسط ، ٤ / ٣٧٤]. والحياء حرص الإنسان على أن لا يراه الله تعالى حيث نهاه ولا يفتقده حيث أمره ، وهو امتناع النفس عن كل معصية وشر ، واستشعار عظمة الله تعالى بالاستحياء منه في كل وقت وحين . والرسالات السماوية جميعها تدعونا إلى احترام حدود الله ومحارمه والحياء منه ، وكان من تراث الأنبياء المتقدمين الحث على الحياء والدعوة إليه ، كما حث عليه الإسلام باعتباره الباعث لكل خير والدليل على كرم الطباع ، وطيب المنبت ، وحسن التربية ، وهو فطري في النفس البشرية ، ويمكن اكتسابه وتنميته عن طريق استشعار عظمة الله تعالى وقربه من عباده واطلاعه عليهم ومراقبته لأعمالهم والشعور بالتقصير في تذكر نعم الله عليهم وشكره عليها . . . والحرص على بلوغ مرتبة الإحسان بأن ( نعبد الله كأننا نراه فإن لم نكن نراه فإنه يرانا ) . وللحياء صور كثيرة ومظاهر متعددة منها :

  • الحياء من الله بفعل ما أمرنا به واجتناب ما نهانا عنه.
  • عدم إشاعة الفاحشة بين الناس.
  • عدم مجاراة السفهاء في أفعالهم وأقوالهم.
  • عدم التشبه بالكافرين في قول أو فعل أو مظهر.
  • التزام المرأة بحجابها الشرعي.
  • ستر العورة وعدم كشفها.
  • عدم نشر الرذائل بين الناس.
  • التعفف عن سؤال الناس.
  • تجنب ارتياد الأماكن سيئة السمعة.
  • وهذا ما يجعل المرء محموداً في دنياه وآخرته .

ما يستفاد من حديث الحياء

  • حياء المسلم دليل إيمانه.
  • الحياء من الله تعالى يكون بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
  • الحياء شعبة من شعب الإيمان.
  • الحياء يمنع صاحبه من المعاصي.
  • دين الله واحد والرسالات السماوية جميعها دعت إلى الأخلاق الحميدة.
  • الحياء خلق الرسول ﷺ يجب الاقتداء به.
  • الحياء يطهر المجتمع من الفواحش.

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى