الدينمنوعات دينية

ثواب الداعي إلى الخير وإثم الداعي إلى الشر

ثواب الداعي إلى الخير وإثم الداعي إلى الشر
ما هو ثواب الداعي إلى الخير وإثم الداعي إلى الشر

ثواب الداعي إلى الخير

الدعاة إلى الخير هم مصابيح الدجى وأئمة الهدى ، يدعون الناس إلى الخير بلسان صادق وخلق كريم ، أعمالهم ترجمان لدعوتهم ، فهم الأسوة في القول والعمل ، فيصلحون ما فسد من أخلاق الناس ويقومون ما اعوج في حياة المجتمع ، لذلك فثوابهم عظيم وفضلهم كبير في الدنيا والآخرة ، ومن الثواب الذي يحصل عليه الداعي إلى الخير ما يلي :

  1. أنهم المفلحون في الدنيا والآخرة ، قال تعالى: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [سورة آل عمران, آية: ١٠٤]. فالداعي إلى الخير ينال في الدنيا احترام الناس وتقديرهم ، وفي الآخرة يفوز بثواب الله ورضوانه.
  2. يستغفر لهم أهل السماء والأرض ، فالدعاة إلى الخير يحبون للناس ما يحبون لأنفسهم من الخير والسعادة ، فيدلونهم إلى أسباب السعادة في الدنيا والآخرة ، لذلك فالله يرحمهم والملائكة تستغفر لهم وأهل السماوات والأرض يدعون لهم بالخير ، قال رسول الله ﷺ : ( إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها والحيتان في البحر يصلون على معلم الناس الخير ) [الترمذي : كتاب العلم عن رسول الله, باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة].
  3. يضاعف الله له الأجر والمثوبة ، فيكتب له أجر فعله للخير ، ويكتب له من الأجر مثل أجر من اقتدى به وفعل الخير مثله ، ففي الحديث أن أناس من الأعراب أتوا إلى رسول الله ﷺ عليهم الصوف ، فرأى سوء حالهم قد أصابتهم حاجة ، فحث الناس على الصدقة ، فأبطؤا عنه ، فغضب النبي حتى رئي ذلك في وجهه ، فقام رجل من الأنصار وجاء بصرة من ورق ، ثم جاء آخر ، ثم تتابعوا حتى عرف السرور في وجهه ﷺ فقال : (من سن في الإسلام سنة حسنة ، فعمل بها بعده ، كتب له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من أجورهم شيء ) [مسلم : كتاب العلم, باب من سن سنة حسنة أو سيئة, عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه]. فهذا الصحابي الجليل بادر إلى فعل الخير ، فاقتدى الناس به فكتب الله له مثل أجورهم جميعا.

 

آثار الدعوة إلى الخير على المجتمع

إذا قام كل مسلم بفعل الخير ودعا من حوله إلى فعله ، فإن ذلك سيؤثر آثارا عظيمة في حياة المجتمع منها :

  1. لن يمضي وقت كبير حتى يصبح المجتمع كله ممارسا للخير في كل وقت ، وفي كل مناسبة ، ومع كل الناس ، فتظهر بذلك الصورة المشرقة للمجتمع المسلم بدينه والمقتدي بهدي رسوله ﷺ وذلك سبب من أسباب رضوان الله تعالى ونصره وتمكينه.
  2. تنتشر الفضائل بين الناس ، وتنحسر الرذائل ، ويحاصر الشر ؛ فيتخلص المجتمع من أمراضه ومشكلاته الاجتماعية ، فالعصر الذي نعيشه اليوم كثرت فيه المنكرات والمعاصي والفساد ، فكان لابد أن يتعاون أهل الإيمان على الخير لينتشر ، وعلى الفضيلة لتسود ، وعلى الوقوف أمام إفساد المجتمع وإشاعة الفاحشة فيه ليهزم.
  3. يعيش المجتمع حياة مليئة بالرحمة والعدل والحب والتعاون والأمن والسعادة ، وخالية من العنف والقسوة والظلم والبغضاء والخوف والقلق. فتزداد وحدة المجتمع وتماسكه.

 

إثم الداعي إلى الشر والضلال

يوجد بين المسلمين من يكون داعية إلى الشر والضلال ، ترى ذلك وتشاهده في مجتمعاتنا متمثلاً في جماعات أو في أفراد ، جعلوا من أنفسهم دعاة إلى الرذيلة والفساد والمنكر ، كما ورد في الحديث : ( وإن من الناس مغاليق للخير مفاتيح للشر ) ، فهؤلاء إثمهم عظيم وعقوبتهم عند الله كبيرة ، منها :

  • الخسران في الدنيا والآخرة

فالذي يعمل المعصية ويدعو إليها يبوء بمقت الناس وسخريتهم ، وينال العقوبة على عمله عند الله تعالى فيخسر دنياه وآخرته ، قال تعالى : ﴿وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۖ مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ۖ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [سورة يونس, آية: ٢٧]. وفي الحديث : ( وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه ).

  •  مضاعفة السيئات

فالذي يدعو الناس إلى معصية الله ومنها أي عمل يكون فيه ضرر للمجتمع ، فضلا عن إثم فعله لتلك المعصية ، فانه يجد سيئاته يوم القيامة قد كثرت وتضاعفت ، وسبب ذلك انه كان سبباً في غواية غيره وجره إلى المعصية مثله ، فكتب الله عليه من الإثم والسيئات مثل إثم وسيئات من تبعه ، وهذا ما حذر منه النبي ﷺ بقوله : ( ومن دعا إلى ضلالة كان له من الإثم مثل آثام من تبعه) وجاء في حديث أخر : ( ومن سن في الإسلام سنة سيئة ، فعمل بها بعده ، كتب عليه مثل وزر من عمل بها ، ولاينقص من أوزارهم شيء ) [مسلم : كتاب العلم, باب من سن سنة حسنة أو سيئة, عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه].

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى