تاريختعليم

النظام السياسي في الحضارة الإسلامية

النظام السياسي في الإسلام
النظام السياسي في الحضارة الإسلامية

النظام السياسي في الحضارة الإسلامية

في مقالنا هذا سنتحدث عن النظام السياسي في الحضارة الإسلامية.

أولا: مبادئ النظام السياسي في الحضارة الإسلامية :

لكل نظام سياسي مبادئه الأساسية التي يقوم عليها، وللنظام السياسي في الحضارة الإسلامية مبادئه الأساسية التي قام عليها، ومن أهم هذه المبادئ ما يلي:

إقرأ أيضاً : المظاهر السياسية والاقتصادية لحضارة اليمن القديم. 

  1. مبدأ الاختيار : ويقصد به اختیار الأمة من يحكمها ويرعی مصالحها، فهو المسؤول أمامها وعنها أمام الله سبحانه و تعالی .
  2. مبدأ المسئولية : ويقصد به أن الحاكم هو المسؤول عن الأمة أمام الله، كما أن كل أفراد المجتمع ( مثلهم مثل الحكام ) مسئولون عن إقامة الدين وعمارة الدنيا ورعاية المصالح العامة للمجتمع والأمة وواجباتهم في ذلك متساوية .
  3. مبدأ الحرية : ويقصد به أن الحرية حق لجميع أفراد المجتمع.
  4. مبدأ المساواة : ويقصد به المساواة بين الناس، فلكل إنسان الحق في الحصانة والكرامة والحقوق التي أقرها الإسلام للإنسان بصفته إنسانا بغض النظر عن ملته وعرقه.
  5. مبدأ التسامح : ويقصد به تسامح المسلمين مع بعضهم ومع غير المسلمين الذين يخضعون لنفس النظام السياسي الذي يخضع له المسلمون، فيما يشبه الحريات الدينية كحرية العبادة وحرية الاعتقاد في وقتنا الحاضر.
  6. مبدأ التعايش : ويقصد به تعايش الإنسان مع أخيه الإنسان، بغض النظر عن معتقداته أو جنسه في ظل أي نظام سياسي يخضعون له.
  7. مبدأ تحريم الظلم ووجوب مقاومته : ويقصد به أن الظلم محرم ومقاومته واجبه لأن الظلم من الكبائر، وهو سبب فساد العمران كما يقول ابن خلدون .
  8. مبدأ سيادة الشرع والقانون : ويقصد به أن الشرع والقانون فوق الجميع والخضوع له واجب على الجميع، فشرعية السلطة في النظام السياسي في الحضارة الإسلامية مرهونه بقيام السلطة واستمرار التزامها بالعمل على تطبيق الشرع والقانون على الجميع .
  9. مبدأ الشورى : ويقصد به استشارة ومشاركة الحاكم للشعب أو من يمثله في القضايا التي تهم الأمة، والاستفادة من تلك الآراء في خدمة الأمة .
  10. مبدأ العدل : ويقصد به العدالة والمساواة بين الناس، وفي العدل رضا الله سبحانه وتعالى، وتحقيق الأمن والاستقرار، وإشاعة للتراحم والتعاطف والمحبة والتعايش بين الناس، وانتشار للرخاء والسعادة .

إقرأ أيضاً : المظاهر السياسية والاقتصادية لحضارة بلاد الرافدين. 

ثانيا – مكونات النظام السياسي في الحضارة الإسلامية :

لكل نظام سياسي مكوناته الخاصة، وللنظام السياسي في الحضارة الإسلامية مكونات عديدة أهمها :

  • الخلافة : وهي شكل نظام الحكم الذي اتفق عليه المسلمون بعد وفاة الرسول ، والخلافة تعني الرئاسة العامة للمسلمين وأمور الدنيا والدین نيابة عن النبي . وكانت طرق تولية الخليفة إما بالشورى والتشاور في ترشيح الأصلح، وإما بالبيعة والانتخاب للمرشح، وإما بالطريقتين معا. وكان اختيار الخليفة يتم وفقا لشروط يجب أن تتوفر فيه إذ لا بد : أن يكون عالما بأحكام الشريعة، منفذا لها، ومشهود له بالاستقامة، وحسن الخلق، والعدالة، والقدرة الجسمية والعقلية على تحمل المسئولية.
  • الحجابة : وهي وظيفة سياسية يتولاها شخص يطلق عليه اسم الحاجب، وهو الذي ينظم أعمال الخليفة، ويكون همزة الوصل بين الخليفة والناس الذين يقصدون مقابلة الخليفة أو توصيل أمر هام إليه. ويعتبر الخليفة الأموي معاوية ابن أبي سفيان أول من اتخذ نظام الحجابة، فهي لم تعرف أيام الخلفاء الراشدين. وقد تطورت مهام الحاجب بمرور الزمن حتى أضحى مستشارا للخليفة .
  • الوزارة : وتعني المعاونة والمؤازرة، لأن الوزير عون للحاكم ينفذ أوامره ويحمل عنه بعض أعباء الحكم التي لا تستحق أن ينظر فيها الحاكم، ويعينه برأيه. وقد كان هناك نوعان من الوزارة :
  • وزارة التنفيذ: وفيها ينحصر دور الوزير في تنفيذ أوامر الخليفة، ولايتصرف فيها الوزير تصرفا شخصية مستقلا، وإنما يكون الوزير همزة الوصل بين الخليفة والناس .
  • وزارة التفويض : وفيها يفوض الخليفة الوزير بتصريف جميع شؤون الدولة دون الرجوع إليه ويبقى الخليفة هو المرجعية .
  • الولاية : كانت البلاد الإسلامية تتسع باستمرار مما اضطر الخلفاء إلى تقسيمها إلى ولايات وعلى رأس كل ولاية شخص يعينه الخليفة ويسمى ( الوالي ). وفي بعض الفترات الزمنية كان يطلق على الولاية اسم الإقليم ويطلق على الوالي اسم أمير الإقليم، والولاية تشبه المحافظة في الوقت الحاضر .
  • الإمارة : كانت الولايات الإسلامية الكبيرة تقسم إلى إمارات وعلى رأس كل إمارة شخص يعينه الخليفة أو والي الولاية بعد استشارة الخليفة، ويطلقان عليه اسم (الأمير)، وكان نظام الحكم في الإمارة يشبه نظام الحكم المحلي في الوقت الحاضر .
  • مجلس الشورى : ويتألف من كبار الصحابة وأهل الرأي والحكمة والحل والعقد ويطلق عليهم أهل الشورى لتقديمهم الرأي والمشورة للخلفاء أو الولاة أو الأمراء . أي أنه كان لكل من الخليفة أو الوالي أو الأمير مجلس شوری خاص به ووفقا لطبيعة الظروف ومدى إيمان هذا الخليفة أو الوالي أو الأمير بأهمية مبدأ الشورى .
  • جهاز العدل : وهو الجهاز الذي يتألف من كبار القضاة الذين يقومون بالفصل في المنازعات بين الناس والحسم في خصوماتهم وفقا للكتاب والسنة، وذلك لإقرار العدل بين الناس.

إقرأ أيضاً : المظاهر السياسية والاقتصادية لحضارة بلاد الشام.

ثالثا- مظاهر الممارسة الديمقراطية في الحضارة الإسلامية :

أفرز النظام السياسي في الحضارة الإسلامية العديد من مظاهر الممارسة السياسية الشبيهة بالممارسات الديمقراطية في وقتنا الحاضر، ومن المظاهر التي جسدت الممارسة الديمقراطية في الحضارة الإسلامية :

  1. صحيفة المدينة : وتشبه الدستور في وقتنا الحاضر.
  2. البيعة : وتشبه الاقتراع والانتخاب في وقتنا .
  3. جماعة أهل الشورى : وتشبه المجلس الاستشاري ومجلس الشورى في بلداننا الإسلامية المعاصرة .
  4. الاجتهاد : ويشبه الحرية الفكرية وحرية التعبير التي تنادي بهما الديمقراطيات المعاصرة .
  5. التعايش بين المسلمين وغير المسلمين : ويشبه التعايش السلمي داخل المجتمعات الديمقراطية المتعددة الديانات في وقتنا الحاضر.
  6. تسامح المسلمين مع غير المسلمين : ويشبه الحرية الدينية وحرية الاعتقاد وعدم الإكراه في الدين في الديمقراطيات الليبرالية المعاصرة  .

الخريطة التنظيمية للدولة الإسلامية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم

التنظيم الإداري في الإسلام
إدارة الرسول صلى الله عليه وسلم في الإسلام

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى