فوائد معرفة المكي والمدني من القرآن
تعريف المكي والمدني
ما هي فوائد معرفة المكي والمدني ؟
المكي من القرآن : ما نزل قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة سواء نزل بمكة أو بغيرها.
والمدني من القرآن: ما نزل من القرآن بعد الهجرة سواء كان نزوله بالمدينة أو بغيرها .
معرفة المكي والمدني
يعرف المكي من المدني بإحدى طريقتين، هي:
- الأولى: طريقة النقل والسماع وتستند إلى الاعتماد على الروايات والنصوص التاريخية الصحيحة عن الصحابة الذين عاصروا الوحي، وشاهدوا نزوله، أو عن التابعين الذين تلقَّوا عن الصحابة وسمعوا منهم كيفية النزول ومواقعه وأحداثه والتي تؤرخ للسورة أو الآية، وتشير إلى نزولها قبل الهجرة أو بعدها.
- الثانية: طريقة القياس والاجتهاد وتستند إلى التدبر في سياق الآيات وما يحيط بها من القرائن والأمارات، وكذلك بالنظر في خصائص الآيات العامة ومدى موافقتها لما جرى قبل الهجرة أو بعدها، فإذا وُجِد في السورة خصائص المكي قالوا إنها مكية، وإذا وجد في السورة خصائص المدني قالوا إنها مدنية. مثال ذلك قالوا: كلُّ سورة فيها قصص الأنبياء والأمم الخالية فهي مكية، وكل سورة فيها فريضةٌ أو حَدٌّ فهي مدنية.
خصائص كل من المكي والمدني
لكل من المكي والمدني خصائص تساعد على معرفته وتميزه عن الآخر.
فمن خصائص المكي
- قصر الآيات والسور وإيجازها وتجانسها في المقاطع.
- الاستدلال على وحدانية الله تعالى بأدلة التفكر والنظر في مخلوقاته.
- تعظيم أمر التوحيد والترغيب فيه بالجنة، وتهويل أمر الشرك والوثنية وإنذار المشركين بعذاب جهنم.
- مجادلة المشركين وتفنيد مزاعمهم.
- قوة ألفاظه وإثارة أسلوبه للوجدان والعقول معاً.
- استعمال كلمة ( كلا ) وتكون للزجر والردع ، وتعميم الخطاب نحو : ( يا أيها الناس ).
وأما خصائص المدني، فمنها
- طول الآيات والسور وتوسعها في الشرح والبيان.
- التحدث عن دقائق التشريع، وتفاصيل الأحكام بأنواعها الجنائية والحربية والاجتماعية والدولية، والحقوق الشخصية، وسائر أوجه العبادات والمعاملات.
- الحكم في الحدود، كحدِّ الزنا والسرقة والقذف والحرابة وغيرها من الحدود التي تضمن الأمن والاستقرار في المجتمع، كقول الله تعالى في حدِّ فاعل الزنا: ﴿ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ﴾ [سورة النور, آية: ٢].
- مجادلة أهل الكتاب ودعوتهم إلى الإسلام.
- الحديث عن المنافقين وفضح أعمالهم، كقول الله تعالى في كشف نفاقهم: ﴿ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴾ [سورة المنافقون, آية:١].
- نعومة اللهجة، ووضوحها بما يناسب التعليم والتوجيه لغير المنكرين المعاندين.
- استعمال كلمة (يا أيها الذين آمنوا) بدلاً من (يا أيها الناس).
السور المكية والمدنية
- السور المكية: اثنان وثمانون سورة.
وهي: الأنعام، الأعراف، يونس، هود، يوسف، إبراهيم، الحجر، النحل، الإسراء، الكهف، مريم، طه، الأنبياء، الحج، المؤمنون، الفرقان، الشعراء، النمل، القصص، العنكبوت، الروم، لقمان، السجدة، سبأ، فاطر، يس، الصافات، ص، الزمر، غافر، فصلت، الشورى، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف، ق، الذاريات، الطور، النجم، القمر، الواقعة، الملك، القلم، الحاقة، المعارج، نوح، الجن، المزمل، المدثر، القيامة، الإنسان، المرسلات، النبأ، النازعات، عبس، التكوير، الانفطار، الانشقاق، البروج، الطارق، الأعلى، الغاشية، الفجر، البلد، الشمس، الليل، الضحى، الانشراح، التين، العلق، العاديات، القارعة، التكاثر، العصر، الهمزة، الفيل، قريش، الماعون، الكوثر، الكافرون، والمسد.
- السور المدنية : عشرون سورة.
وهي: البقرة، آل عمران، النساء، المائدة، الأنفال، التوبة، النور، الأحزاب، محمد، الفتح، الحجرات، الحديد، المجادلة، الحشر، الممتحنة، الجمعة، المنافقون، الطلاق، التحريم، والنصر.
- السور المختلف فيها: اثنا عشر سورة.
وهي: الفاتحة، الرعد، الرحمن، الصف، التغابن، المطففين، القدر، البينة، الزلزلة، الإخلاص، الفلق، والناس.
فوائد معرفة المكي والمدني
ما هي فوائد معرفة المكي والمدني ؟ بذل العلماء السابقون جهوداً يشكرون عليها في التمييز بين المكي والمدني من القرآن وحرصوا على التعريف بكل منهما ؛ لما لذلك من فوائد تساعد على فهم الدين فهماً صحيحاً، ومن فوائد معرفة المكي والمدني ما يلي:
- معرفة الناسخ والمنسوخ، فالمدني ينسخ المكي ؛ إذا قام الدليل على ذلك ، إذ إن المتأخر ينسخ المتقدم.
- ومن فوائد معرفة المكي والمدني ، الاستعانة به في تفسير القرآن الكريم؛ إذ إن معرفة مكان نزول الآية يعين على فهم المراد بالآية ومعرفة مدلولاتها.
- معرفة تاريخ التشريع وتدرجه الحكيم بوجه عام، وذلك يترتب عليه الإيمان بسمو السياسة الإسلامية في تربية الشعوب والأفراد.
- أيضاً من فوائد معرفة المكي والمدني ، استخراج سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك بمتابعة أحواله بمكة المكرمة ومواقفه في الدعوة، ثم أحواله في المدينة وسيرته في الدعوة إلى الله فيها.
- بیان عناية المسلمين بالقرآن الكريم واهتمامهم به حيث إنهم لم يكتفوا بحفظ النص القرآني فحسب، بل تتبعوا أماكن نزوله، وبينوا ما نزل قبل الهجرة وما نزل بعدها، وما نزل بالليل وما نزل بالنهار، وما نزل في الصيف وما نزل في الشتاء، إلى غير ذلك من الأحوال.
- كما أن من فوائد معرفة المكي والمدني الثقة بالقرآن الكريم ، وبوصوله إلينا سالما من أدنى تحريف ، نظراً لاهتمام المسلمين به كل هذا الاهتمام حتى عرفوا وتناقلوا ما نزل.
- معرفة أسباب النزول، إذ أن معرفة مكان نزول الآية يساعدنا على معرفة الأحوال والملابسات التي صاحبت نزول الآية.