المظاهر الفكرية والفنية لحضارة بلاد الشام
ازدهرت بلاد الشام بالعديد من المظاهر وهنا من خلال مقالنا هذا نتناول معكم المظاهر الفكرية والفنية لحضارة بلاد الشام ، تجسدت المظاهر الفكرية لحضارة بلاد الشام كما يلي:
أولا : المظاهر الفكرية
تجسدت المظاهر الفكرية لحضارة بلاد الشام كما يلي:
- الكتابة واللغة : از دهرت الكتابة واللغة في حضارة بلاد الشام وأثرت في كل الكتابات واللغات اللاحقة لها، ويعتبر اختراع الأحرف الأبجدية الفينيقية في القرن الخامس عشر ق.م من أهم المظاهر الفكرية لحضارة بلاد الشام، حيث أدى هذا الاختراع إلى تحويل الكتابة من صور ورموز إلى حروف هجائية عرفت با ( الأبجدية الفينيقية) التي تتكون من ۲۲ حرف ساکن وتتميز ببساطتها وقدرة الإنسان العادي على فهمها . وكانت تكتب من اليمين إلى اليسار على ألواح من الطين بواسطة أداة صلبة ثم تحرق وتجفف بالشمس .
إقرأ أيضاً : المظاهر الفكرية والعلمية لحضارة اليمن القديم.
ويعتبر اللوح الذي أكتشف عام ۱۹۲۹م في رأس الشمرا ( أوغاريت ) والألواح التي اكتشفت بعد ذلك في مدينة بيبلوس ( جبيل ) التي تعود إلى القرن الرابع عشر ق.م نماذج لتلك الكتابة العريقة. كما استورد أبناء حضارة بلاد الشام ورق البردي من مصر واستخدموه في الكتابة مما يدل على التفاعل الثقافي ( لغة وكتابة ) بين حضارة بلاد الشام وحضارة وادي النيل . وقد كانت الأبجدية الفينيقية هي المصدر الذي استلهمه الأراميون والسريان والأنباط في تطوير أبجدياتهم وكتاباتهم ، وهي الأصل الذي اشتقت منه معظم الأبجديات اليونانية والرومانية والأوروبية عموما .
- الأدب والشعر : ازدهرت الآداب في حضارة بلاد الشام، وقد دلت الكشوف الأثرية للمكتبات العديدة والقصور الحاوية لألآف الألواح الطينية الفخارية المكتوبة بالخط المسماري أن الأسلوب الأدبي هو الأسلوب الطاغي في كل تلك الكتابات التي ألقت الضوء على الحياة اليومية والاقتصادية والحربية وعندما اكتشفت مكتبة أوغاريت التي تعد من أقدم المكتبات وأشهرها ، تم العثور فيها على مدرسة فيها كتب لتعليم القراءة ومعاجم لغوية وأدب كنعاني شبيه بأدب بلاد الرافدين تدور موضوعاته حول الصراع بين الخير والشر. وقد دلت تلك الاكتشافات أيضا على ازدهار الشعر الغنائي والأمثال والنصائح.
- المعارف والعلوم : عرف سكان بلاد الشام القدماء كثيرة من المعارف والعلوم نتيجة لازدهار کتابتهم ولغتهم وآدابهم وأسفارهم التجارية ، ومن أهم هذه المعارف والعلوم ، نذكر ما يلي:
- معارف فنون الملاحة وأنظمة الوزن والقياس .
- المعارف الجغرافية البرية والبحرية وظواهر المد والجزر.
- المعارف الفلكية التي أخذوها عن البابليين والكلدانيين والمصريين مثل معارف الكواكب السيارة والكسوف والخسوف وذلك للاستفادة منهافي أسفارهم التجارية برا وبحرا .
- المعارف الخاصة بالأبراج لمراقبة النجوم ورصدها في الأسفار.
- المعارف الهندسية التي تجلت في العمارة للقصور والمعابد والأبراج الرائعة التي تم العثور على بقاياها.
- المعارف الكيميائية التي اعتمدوا عليها في صناعاتهم للزجاج الملون والخزف والأصباغ وأدوات التجميل والزينة للنساء.
- المعارف الطبية التي تمثلت في تحضيرهم الكثير من العقاقير الطبية ومزجهم للحديد بالمعادن الأخرى وتحويله إلى فولاذ.
إقرأ أيضاً : المظاهر الفكرية والعلمية الحضارة بلاد الرافدين.
ثانيا : المظاهر الفنية
- العمارة : وقد تجسد إزدهار العمارة في حضارة بلاد الشام من خلال ما تم اکتشافه من مظاهر عمرانية كالمدن والقصور والمسارح والحصون والقلاع والأبراج والبوابات والأسوار والأبنية الضخمة التي استخدمت في بنائها الحجارة الكلسية والبازلتية والأجور . ومن أشهر القصور : قصر ماري الذي تألف من ۳۰۰ غرفة وضم مدرسة ومكتبة ضخمة وأمكنة للاستحمام، وقصر أوغاريت الذي تألف من ۷۰ غرفة وساحتين واسعتين وحمامات عديدة وقنوات لتصريف المياه ومن أشهر المعابد معبد بعلبك ومعبد حدد و معبد نيني زارا ، ومن أشهرالمسارح مسرح بصری و مسارح عمان وجرش .
- فن النحت والزخرفة : ومن الأدلة على ازدهار فن النحت والزخرفة في حضارة بلاد الشام ، نذكر ما يلي:
- أبدع سكان بلاد الشام من کنعانيين وعموريين وأراميين في فن النحت والنقش والزخرفة على الحجارة والخشب والمعادن والعاج .
- عثر المنقبون الأثريون على الكثير من الآثار الكنعانية والفينيقية التي اعتمدت في أعمالهم الفنية على العاج نحتا وزخرفة ونقشا .
- عثر علماء الآثار على كثير من الأعمال الفنية من نحت وزخرفة و نقوش على آلات موسيقية وأواني وحلي من الذهب والفضة وتماثيل لحيوانات ونباتات.
