
المظاهر السياسية والاقتصادية لحضارة بلاد الشام
إن الحضارة مرحلة من المراحل التي سبقت التطور الإنساني، وهنا من مقالنا هذا نعرض لحضراتكم المظاهر السياسية والاقتصادية لحضارة بلاد الشام.
أولا : المظاهر السياسية
- مالك المدن : تمثلت المظاهر السياسية لحضارة بلاد الشام في قیام ممالك المدن، وكانت كل مملكة تشمل المدينة والقرى المجاورة ، وكان لكل مدينة ملك وحكومة خاصة بها وجيش و أسطول بحري أحيانا ، ولكنها كانت تتحالف وتتحد في أوقات الخطر أو عندما تهاجمها قوى كبرى خارجية معادية لها ، وعلى الرغم من ذلك لم تقم في بلاد الشام دول قوية موحدة كما حدث في حضارة اليمن القديم أو امبراطوريات واسعة النفوذ كما حدث في حضارة بلاد الرافدين ، ولذلك فقد تعرضت حضارة بلاد الشام لتدمير القوى الخارجية أكثر من مرة.
- نظام الحكم : كان نظام الحكم في ممالك مدن حضارة بلاد الشام ملكية وراثية ، وكان الملك يصل الى الحكم غالبا بعد أن ينسب الى طبقة كبار الملاك ، وكانت سلطة الملك مطلقة ، إذ يقوم بتصريف شؤون دولته ويرعی مصالحها ويصدر المراسيم ويقود الجيش ، وكان يساعد الملك مجلس يتكون من الأعيان ووجهاء القوم ورجال الدين .
إقرأ أيضاً : المظاهر السياسية والاقتصادية لحضارة اليمن القديم.
ثانيا : المظاهر الاقتصادية
- الزراعة وتربية الحيوان : تقدمت الزراعة وتربية الحيوان في حضارة بلاد الشام وأصبحت الحرفة الرئيسية للسكان وخصوصا في ممالك المدن العمرية الأمورية والكنعانية ، ومن أهم مظاهر ازدهار الزراعة وتربية الحيوان نذكر ما يلي :
- استخدام المزارعين للمحراث والمنجل والفأس والمذراة والزلاقة الخشبية التي تجرها الثيران (المحراث).
- أنتج المزارعون محاصيل القمح والشوفان والشعير والفاصوليا والعنب والزيتون والبقول والتين والرمان وغيرها .
- اهتم المزارعون بتربية الحيوان مثل الأبقار والأغنام واستفادوا من لحومها وألبانها.
- استخدم سكان بلاد الشام الحمير والإبل والخيول في أعمال الزراعة والتنقل .
إقرأ أيضاً : المظاهر السياسية والاقتصادية لحضارة بلاد الرافدين.
- الصناعة : نتيجة لتقدم الزراعة ازدهرت الصناعة في حضارة بلاد الشام عموما وخصوصا في عهد الممالك الفينيقية ، وللتدليل على ازدهار الصناعة، نذكر الحقائق التالية :
- كانت مصنوعات حضارة بلاد الشام ذات شهرة عالمية لامتبازها بالدقة والمهارة .
- من أهم الصناعات التي ازدهرت في حضارة بلاد الشام : صناعة الأواني الخزفية والفخارية ، وصناعة الزجاج والمنسوجات المصبوغة بالصبغة الأرجوانية المستخرجة من بعض الأصداف البحرية ، وصناعة الحلي من الذهب والفضة ، وصناعة التماثيل من النحاس والبرونز، وصناعة الأسلحة من الحديد ، وصناعة السفن التجارية والحربية من خشب الأرز ، وصناعة الأثاث والعربات الحربية .
- التجارة : ازدهرت التجارة في حضارة بلاد الشام نتيجة لتقدم الزراعة والصناعة، ومن أهم معالم ازدهار التجارة في حضارة بلاد الشام نذكر المعالم التالية :
- ازدهار المدن الواقعة على الطرق التجارية بين بلاد الرافدين والبحر المتوسط من جهة وبين شبه الجزيرة العربية وآسيا الصغرى من جهة اخرى .
- ازدهار العلاقات التجارية بين ممالك مدن حضارة بلاد الشام والدول الأخرى نتيجة لتجارة سكان بلاد الشام بمنتوجاتهم الزراعية والصناعية سكان تلك الدول واستقدامهم منتجات تلك الدول إلى ممالكهم ومدنهم.
- تراکم ثروات سكان بلاد الشام وتزايد قوتهم في السيطرة على التجارة وطرقها البرية والبحرية ، فاصبحوا نتيجة لذلك سادة التجارة في البحر الأبيض المتوسط بلا منازع وخاصة في عهد الفينيقيين الذين أسسوا مراكزهم التجارية شمال إفريقيا وجنوب إيطاليا وجنوب فرنسا وأسبانيا وإنجلترا .
- انتقال تأثيرات حضارة بلاد الشام عبر تلك المراكز التجارية والسلع والمنتجات والمصنوعات إلى أوروبا وأفريقيا