الزكاة في الاسلام
الزكاة ركن من أركان الاسلام الخمسة ، وقد فرضها الله تعالى في أموال المسلمين لتكون عوناً للفقراء والمحتاجين من جهة، ولتطهير النفوس من الشح والبخل وتعويدها على البذل والعطاء من جهة أخرى ، قال تعالى : { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [ التوبة : ١٠٣ ]. وفي هذا المقال عزيزي القارئ سوف نستعرض لك ، معنى الزكاة وأهميتها ، وأثر الزكاة في حياة الفرد والمجتمع ، وكذلك حكم الزكاة وعقوبة مانعها.
معنى الزكاة
الزكاة لغتاً : الطهارة حسية أو معنوية ، لأنها تطهر صاحبها ، يقال زكى نفسه أي طهر نفسه ، وتطلق أيضاً على ما ينفقه الشخص من مال .
أما الزكاة في الشريعة الإسلاميه : هي ما يخرجه المسلم من ماله إذا بلغ نصاباً ليصرفه في مصارف الزكاة المعينه ، قال تعالى : { إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [ التوبة : ٦٠ ].
-
أهمية الزكاة
للزكاة أهمية كبيرة في حياة المسلم ، فهي :
* ركن من أركان الإسلام الخمسة ، التي لا يكتمل إيمان المرء إلا بأدائها ، فقد ورد في الحديث النبوي عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان )) [ أخرجه البخاري ( كتاب الإيمان ، باب بني الإسلام على خمس) ].
* وهي مورد مالي مهم من موارد الدولة الإسلاميه ، وجزء من النظام الإقتصادي في الإسلام.
* وقد قرنها الله تعالى في القرآن مع الصلاة في اثنين وثمانين آية ، مثل قوله عز وجل : { وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ } [ المزمل : ٢٠ ]. وذلك يدل على أهميتها الكبيرة.
-
حكم الزكاة وعقوبة مانعها
تجب الزكاة على المسلم عندما يملك من الأموال والأنعام أو الزروع أو الثمار ما يعتبر نصاباً شرعياً.
يقول الله عز وجل في محكم كتابه : { وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ } [ البقرة : ٤٣ ].
وقد توعد الله تعالى مانعي الزكاة بالعذاب الغليظ في الآخرة ، فقال الله تعالى : { وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم ۖ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ ۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } [ آل عمران : ١٨٠ ] . وأكد رسول الله ﷺ ذلك بقوله : (( ما من رجلٍ لا يؤدي زكاة ماله إلا جُعلَ يوم القيامة صفائح من نار يكوى بها جبينه وجبهته وظهره في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنة )) [ أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه ].
-
أثر الزكاة في حياة الفرد والمجتمع
للزكاة أثر إيجابي في حياة الفرد والمجتمع الاسلامي ، من أبرزها :
١) التكافل الإجتماعي ، فالزكاة هي المؤسسة الأولى للضمان الإجتماعي في الإسلام ، والتي تتم من خلالها مواساة الفقراء والعطف على المحرومين ، بلا منَّةٍ لأحد عليهم ، بإعتبارها حقاً لهم في أموال الأغنياء ، قال تعالى : { وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ * } [ المعارج : ٢٤ـ٢٥ ].
٢) تنمية المحبة بين أفراد المجتمع ، وإشعار الفقراء بأن الأغنياء لا يرضون لأنفسهم أن يتنعموا بالملذات دون إخوتهم الفقراء ، وبذلك يحصل التآلف بين المسلمين ويذهب الحسد والحقد.
٣) إعلاء كلمة الله ، من خلال تمويل الجهاد ، ونشر الدعوة ، وحماية الأمة من الفتنة ، وإعانة المجاهدين والدعاة ، في كل أرجاء الأرض.
٤) تزكية النفوس ، بتعويدها على البذل والعطاء وتطهيرها من البخل والشح ، يقول الله تعالى : { وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [الحشر : ٩ ].
٥) نماء المال وحفظه ، فإن الجزء الذي يدفعه المزكي يكون سبباً في أن تحل البركة في ماله فينمو ويتضاعف ويحفظه الله من الضياع والكوارث ، قال تعالى : { يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ } [ البقرة : ٢٧٦ ]. وقال تعالى : { مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [ البقرة : ٢٦١ ].