التطور التاريخي لحضارة بلاد الرافدين
هناك العديد من العوامل التي ساهمت في تحديد مسار التطور التاريخي لحضارة بلاد الرافدين ، نذكر أهمها على النحو التالي:
أولا: جغرافية بلاد الرافدين :
يقصد ببلاد الرافدين العراق القديم ، الواقع في المنطقة الممتدة من إرمینیا شمالا (شرق تركيا حاليا) حيث توجد منابع نهري دجلة والفرات، إلى الجنوب حتى الخليج العربي مصب النهران، ومن جبال زاجروس شرق حتى بادية الشام غربا . وقد أطلق اسم بلاد الرافدين أو ما بين النهرين على الأرض الواقعة بين دجلة والفرات . أما الأرض التي تمتد من موقع (بغداد) الحالية حتى الخليج العربي ، فقد كانت تسمی ( أرض بابل ) أو ( سهل شنعار). وتعد هذه الأرض من أخصب بقاع العالم نظرا لوفرة مياهها وتربتها الرسوبية ومناخها الملائم، مما جعلها أرضا مغرية للاستقرار وجاذبة للهجرات ومشجعة على التحضر .
إقرأ أيضاً : التطور التاريخي لحضارة اليمن القديم.
ثانيا : الشعوب التي سكنت بلاد الرافدين :
كانت الشعوب التي سكنت بلاد الرافدين آنذاك تنتمي في غالبيتها إلى جنسين مختلفين هما:
- السومريون : وهم شعب استقر في سهل شنعار، ولم يعرف موطنهم الأصلي رغم ظن بعض المؤرخين أنهم من أوساط أسيا .
- العرب الساميون : وهم كما عرفت من دراستك للوحدة الأولى أنهم عرب هاجروا من موطنهم الأصلي الأول في جنوب الجزيرة (اليمن) نتيجة الكوارث الجفاف التي حلت بموطنهم الأول، وعرفوا بأنهم سكان بلاد الرافدين الدائمون، استقروا فيها وأنشأوا حضارتهم وأقاموا دولهم وارتبطت مسمياتهم بها . كما صار بعضهم يحمل اسم تلك المنطقة التي غدت علما لهم مثل الأكديين نسبة إلى «أكد) ، والبابليين نسبة إلى«بابل» والأشوريين نسبة إلى «أشور». وتركز معظم السكان في جنوب بلاد الرافدين لتوفر المياه وخصوبة التربة، ولأن المنطقة تجارية ولها منافذها على الخليج العربي يربطها بالحضارات القديمة.
ثالثا : الدول التي قامت في بلاد الرافدين :
تدرج الإنسان في العراق القديم شم المدنية والحضارة من عصر إلى عصر فاستأنس الحيوان وعرف النبات وبني القرى والمدن، وكان قدر السومريين أن ذابوا في المجتمع العربي السامي والذي كان يزداد تکاثر كلما وفدت إليه قبائل سامية جديدة مهاجرة من جنوب الجزيرة ( اليمن)، وشكلت العمود الفقري للحكومات والإمبراطوريات الحضارية المتعاقبة في بلاد الرافدين.