الدينالفقة الاسلامي

أنواع التعزير والفرق بين التعزير والحدود

أنواع التعزير
أنواع التعزير والفرق بين التعزير والحدود

يقوم النظام الجنائي في الإسلام على التكامل إذ إنه يحوط الإنسان بكل صور الحماية، ويحرص على مكافحة الجريمة أنواع التعزير بكل صورها وأشكالها ومحاصرتها؛ للقضاء عليها وعلى مصادرها ، أو الحد من انتشارها للوصول إلى استئصالها .

وتتوزع أحكام مكافحة الجريمة ومحاربتها بين الحدود والقصاص المنصوص عليها لمواجهة أمهات الجرائم والذي سبق أن تحدثنا عنها وعقوبة التعزير التي جاءت لمواجهة مالا نص على عقوبته ، أنواع التعزير وما قد يستجد من الجرائم مع تطور الحياة وتنوع أساليب المجرمين .

مفهوم التعزير

التعزير هو : عقوبة تأديبية يراها القاضي على من ارتكب جناية ، أو معصية لم يحدد عقوبتها نص شرعي ، أو حدد العقوبة ولكن لم تكتمل الشروط اللازمة لتنفيذها ، وحكم التعزير الجواز ، فإذا ارتكب شخص جريمة لا نص على عقوبتها أو وجد النص ولكن لم تستكمل شروط تنفيذ العقوبة فللقاضي أن يحكم بالتعزير .( فقد روى أن النبي ﷺ عاقب بالحبس ) . [أخرجة الترمذي ، كتاب الديات ، باب ما جاء في الحبس في التهمة ، من حديث بن حكيم عن ابيه عن جده] .

الحكمة من تشريع التعزير

لا تختلف الحكمة من تشريع التعزير عن الحكمة من تشريع الحدود والقصاص في المقصد العام المتمثل في صيانة المجتمع وحمايته من الجريمة غير أن التعزير بالإضافة إلى المقصد العام من تشريع العقوبات تهدف إلى :

١ – معاقبة المجرمين الذين يقومون بارتكاب الجريمة ولا يتركون أثرا للإدانة اليقينية، فالمجرم قد يرتكب ما يوجب حداً أو قصاصا كالسرقة والزنا والقتل وماشابه ذلك ، ولكن لا يتمكن القضاء من إثبات موجبات العقوبة .

٢ – معاقبة المجرمين الذين يرتكبون الجرائم غير المنصوص على عقوبتها ، كالغش في السلع ، والرشوة ، والاختلاس ، وغيرها من المخالفات ، وكذا معاقبة من يقوم بمضايقة النساء في الشوارع والأسواق ، ويقوم بإزعاج الناس في منازلهم بأي نوع من أنواع الإزعاج ، ومعاقبة المتسكعين والمتسكعات في الشوارع والأسواق .

أنواع التعزير

تتنوع أنواع التعزير وتختلف باختلاف البلدان ، واختلاف الأشخاص المرتكبين لأفعال تستحق التعزير ، وأشهر أنواع التعزير هي :

١ – الحبس ، فقد عاقب النبي ﷺ بالحبس ، واتخذ عمر بن الخطاب رضي الله عنه داراً للحبس .

٢ – الجلد ، ولاحد لعدد الجلدات ، فيجوز فيه الكثير والقليل .

٣ – النفي ، وهو نقل المجرم من مكان إلى مكان آخر فقد ثبت أن النبي ﷺ (( نفى رجلاً إلى البقيع )) [ أخرجة مسلم ، كتاب المساجد ، باب من أكل ثوماً أو بصلاً ،أو كراثاً ، أو نحوهما ، من خطبة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ] . ويمكن أن يكون النفي بوضعه في معسكر للتدريب .

٤ – الغرامة فقد قال النبي ﷺ في مانع الزكاة : (( من أعطاها مؤتجرا فله أجرها ومن منعها فإنا آخذوها وشطر ماله )) .[ أخرجة أبو داود ، كتاب الزكاة ، باب في زكاة السالمة ، من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده ].

٥ – التوبيخ وتوجيه اللوم ؛ فقد ثبت أنه ﷺ وبخ بائع الطعام الذي أصابه المطر فقال : (( هلا اظهرته ليراه الناس ، من غش فليس منا )) [ أخرجة مسلم كتاب الإيمان ، باب من غشنا فليس منا ، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ].

الفرق بين التعزير والحدود

يختلف التعزير عن العقوبات المنصوص عليها كالحدود والقصاص بعدد من الفوارق منها :

١ – جواز الشفاعة في التعزير دون الحدود ، لقوله ﷺ : (( من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في أمر )) . [ أخرجة الحاكم وقال صحيح الإسناد ، من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنه ] .

٢ – يجوز فيه التخفيف والعفو ، كما يجوز فيه التغليظ ، فقد تختلف العقوبة على الجريمة المرتكبة باختلاف مرتكبيها ، فعقوبة الفاعل لمرة واحدة أو المعروف عنه الاستقامة تختلف عن عقوبة المعتاد وصاحب السوابق ، فقد قال ﷺ : ( أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود ) .[ أخرجة أبو داوود ، كتاب الحدود ، باب في الحد يشفع فيه ، من حديث عائشة ىضي الله عنها ].

٤ – يجوز فيه التخيير ، فالقاضي في العقوبة التعزيرية مخير بين صور التعزير المختلفة كالحبس ، أو الغرامة ، أو النفي ، أو التوبيخ ، أو الجمع بين أكثر من صورة أما في الحدود ، فإنه غير مخير ، فإذا ثبت موجب الحد على المتهم فليس للقاضي الخيار في الانتقال إلى الغرامة ، أو إلى عقوبة أخرى .

من له حق التعزير

أنواع التعزير متعددة ومتنوعة ، ومختلفة التأثير على المستوى الفردي أو المستوى الجماعي ، لذلك فتنوع من له حق التعزير أمر حتمي . فالأب صاحب حق في تأديب أولادة ، والمعلم صاحب حق في تأديب طلابه والزوج صاحب حق في تأديب زوجته دون الضرب المبرح . غير أن بعض أنواع التعزير لا تكون إلا لولي الأمر أو من ينوبه ، كالتعزير بالقتل ، أو الحبس ، أو ما شابه ذلك ، لأن هذه العقوبات من العقوبات التعزيرية المغلظة .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى