آداب الطعام والأطعمة المحرمة في الإسلام
آداب الطعام في الإسلام
ما هي آداب الطعام في الإسلام ؟
الطعام من أكبر نعم الله على الإنسان، فعليه أن يتأدب عند تناوله بـ آداب الطعام في الإسلام والتي أوصى بها النبي ﷺ، والتي منها ما جاء عن عمر بن أبي سلمة، قال: (كنت غلاماً في حجر رسول الله ﷺ وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله ﷺ : « یا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك») [أخرجه البخاري, كتاب الأطعمة]. فمن هذا نتعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سن آدابًا للطعام، ومن الواضح أن الدول تتميز بآداب مختلفة في تناوله، وقد تختلف باختلاف الأزمنة والعادات والتقاليد المتبعه. لكن ما يميز ديننا الإسلامي أنه وضع آداب عامة للطعام، ثابتة باختلاف البلدان، وبمرور الزمن. ومن آداب الطعام في الإسلام ما يلي:
- غسل اليدين قبل تناول الطعام، لما جاء عن عائشة رضي الله عنها قالت: (أن النبي ﷺ كان إذا أراد أن يأكل غسل يديه) [أخرجه النسائي, كتاب الطهارة].
- التسمية عند بدء تناول الطعام.
- الأكل باليد اليمنى، إلا إذا كان لا يستطيع ذلك. لأنه يكره في الإسلام أن يأكل المسلم بشماله.
- الأكل مما قرب من الطعام خصوصاً إذا كان من نوع واحد.
- أن يتبع ما سقط منه إذا لم يتسخ، وذلك لما جاء عن النبيﷺ، أنه قال: (إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها فليمط ما كان بها من أذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان)[أخرجه مسلم, كتاب الأشربة].
- أن يستشعر نعمة الله عليه ويحمده عند الفراغ ويدعو الله اعترافاً بنعمه ، فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: (كان رسول الله ﷺ إذا رفع مائدته ، قال: الحمد لله كثيراً طيباً مباركاً فيه غير مَكْفِيِّ ، ولا مُوَدَّع ، ولا مستغنى عنه ربنا) [أخرجه البخاري, كتاب الأطعمة].
- الأكل جالساً غير متكئ على جنب إلا لعذر، لما جاء عن النبي ﷺ قال: (لا آكل متكئاً) [أخرجه البخاري, كتاب الأطعمة, عن أبي جحفة رضي الله عنه].
- الحديث أثناء الطعام بين الجالسين، لكن في غير محرم.
- ومن آداب الطعام في الإسلام عدم ذم الطعام.
- أن لا يخص المرء نفسه بطعامٍ دون غيره ممن يأكل معهم إلا لعذرٍ ما كالامتناع من بعض الأطعمة بسبب مرض معين.
الأصل في الأشياء الحِلُ
الأصل في المأكولات أنها حلال، وقد نهى الله تعالی عن إطلاق الأحكام في الأشياء من دون رجوع إلى كتاب الله أو سنة رسول الله ، يقول الله تعالى: ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ﴾ [سورة النحل, آية:١١٦]. وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان أهل الجاهلية يأكلون أشياء ويتركون أشياء تقذراً فبعث الله تعالی نبیه ﷺ وأنزل كتابه وأحل حلاله، وحرم حرامه فما أحل فهو حلال، وما حرم فهو حرام ، وما سكت عنه فهو عفو، وتلى قول الله تعالی: ﴿قُل لَّا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [سورة الأنعام, آية:١٤٥]. “أخرجه أبو داود كتاب (الأطعمة)“.
الأطعمة المحرمة
في حين أمرنا ديننا الحنيف بـ آداب الطعام في الإسلام ، حرم علينا عدد من الأطعمة، إما لذاتها، أو لطريقة التعامل معها (مثل ما ذبحت لغير الله)، أو لتأثيرها. وذلك، لما فيها من الأضرار التي قد نعرفها وقد لا نعرفها.
ومن الأطعمة المحرمة بالقرآن والسنة واجتهادات الفقهاء ما يلي:
- الميتة، وهو ما مات من الحيوانات التي تؤكل بدون تذكية ولا اصطياد، فلا يحل تناوله. بإستثناء السمك والجراد، لقوله ﷺ في حديثٍ عن أبي هريرة عندما سئل عن البحر فقال: (هو الطهور ماءه، الحل ميتته). وقوله ﷺ : (أُحل لنا ميتتان ودمان، فأما الميتتان فالسمك والجراد، وأما الدمان فالكبد والطحال).
- والدم، والمراد به الدم المسفوح.
- لحم الخنزير.
- وما ذبح لغير الله. ودلیل جميع ما تقدم قول الله تعالی: ﴿إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ ۖ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [سورة البقرة, آية:١٧٢]. إلا المضطر، فإنه يجوز له أن يأكل من الميتة أو غيرها ما يسد به رمقه وَيُمَكِّنهُ من البقاء حياً.
- لحم ما كان له ناب من السباع، كالأسد والنمر، وما كان له مخالب من الطيور، كالصقر والنسر، فقد: (نهى رسول الله ﷺ عن كل ذي ناب من السباع وعن كل ذي مخلب من الطير) [أخرجه مسلم, کتاب الذبائح والصيد, عن ابن عباس رضي الله عنه].
- ما استخبثته النفس من الحيوانات والحشرات، لقوله تعالی: ﴿وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ﴾ [سورة الأعراف, آية:١٥٧].
- الحيوانات والطيور التي تأكل من النجاسات والقاذورات حتی تغیر لبنها أو بولها، لما جاء عن النبي ﷺ أنه: (نهی عن أكل الجَلاَّلة وألبانها) [أخرجه الترمذي, كتاب الأطعمة, عن ابن مسعود رضي الله عنه]. والمقصود بالجلالة في الحديث هي البهيمة التي تأكل القاذورات حتى تغير لون لبنها.
- ما يضر بالصحة، كالمواد السامة، والمخدرة مثل الخمر والحشيش وغيرها، وكل ما أكد الأطباء ضرره، فقد أجمع العلماء على أنه لا يجوز للإنسان أن يتناول ما يعلم أن ضرره علية أكبر من نفعه. قال تعالى: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ﴾ [سورة البقرة, آية:١٩٥].
- ما كان مسروقاً أو مغصوباً، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا يحل مال امرئ إلا بطيب نفس منه) [أخرجه مسلم, كتاب الأشربة, عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه].