الحديث النبويالدين

شرح حديث من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه

شرح حديث من دعا إلى هدى شرح حديث من دعا إلى هدى

نص حديث من دعا إلى هدى

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال : (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان له من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً ) [مسلم : كتاب العلم, باب من سن سنة حسنة أو سيئة ومن دعا إلى هدى أو ضلال].

 

معاني ألفاظ الحديث

  • من دعا إلى هدى : من رَغَّب في طاعة الله وحث عليها بقوله وفعله.
  • دعا إلى ضلالة : رَغَّب في معصية الله وحث عليها بقوله وفعله.

إقرأ أيضاً : ثواب الداعي إلى الخير وإثم الداعي إلى الشر.

شرح الحديث

 

يبين لنا رسول الله ﷺ في هذا الحديث الأجر العظيم لمن كان سبباً في هداية الناس إلى طاعة الله ، ودعوتهم إلى ممارسة الأعمال الصالحة ، وابتعادهم عن الشر والمعاصي ، فينالون بذلك رضوان الله تعالى. فالله تعالى يثيبه على عمله ويكون له مثل أجر من استجاب له أو اقتدى به.

 

ويحذر رسول الله أن يكون المسلم بقوله أو فعله داعية إلى الشر والفساد والمعاصي ، فيأثم بفعله ويتحمل مثل آثام من تبعه في ذلك الفعل ، وبالتالي يبوء بالخسران في الدنيا والآخرة ، فالله تعالى أرسل محمداً ﷺ إلى الناس ليخرجهم من الظلمات إلى النور ، ومن الضلال إلى الهدى ، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا {٤٥} وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا{٤٦}﴾ [سورة الأحزاب].

 

والمسلمون جميعا مكلفون بالقيام بواجب الدعوة إلى الله لهداية الناس إلى طاعته ، قال تعالى: ﴿ قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [سورة يوسف, آية: ١٠٨]. ولكن من المسلمين من يتبع الرسول فيكون داعية إلى الخير ، ومنهم من يتبع هواه فيكون داعية إلى الشر ، قال رسول الله ﷺ : ( إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر ، وإن من الناس مغاليق للخير مفاتيح للشر ، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه ، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه ) [ابن ماجه : باب من كان مفتاحاً للخير, عن أبي هريرة رضي الله عنه].

 

أهمية الدعوة إلى الخير

أمر الله تعالى المسلمين بفعل الخير ، وهو كل عمل أو قول ينتفع الناس به في دينهم أو دنياهم ، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ۩﴾ [سورة الحج, آية: ٧٧].

فالعمل لخير المجتمع جزء من رسالة المسلم في الحياة ، فهو مأمور بفعل الخير والدعوة إليه ، كما هو مأمور بالصلاة والعبادة ، ومن أهم وأفضل أبواب الخير التي ندب الله المؤمنين إليها وحبب في عملها ، دعوة الناس وحثهم على فعل الخير ، وإبعادهم عن فعل الشر ، والمسلم يستطيع أن يكون داعية إلى الخير إذا التزم هو بفعل الخير ، فيكون قدوة حسنة لأهله وأقربائه وجيرانه وزملائه واصدقائه ، فالناس يعيشون دائما في صراع مع أنفسهم ، بين فعل الخير أو فعل الشر ، وهم بحاجة إلى من يشجعهم على فعل الخير ويدلهم إليه ، ويذكرهم إذا غفلوا ، ويعلمهم إذا جهلوا ، بالنصيحة المخلصة والكلمة الصادقة والقدوة الحسنة ، فإذا قام طبيب بعلاج المحتاجين من الناس بأجر رمزي ، وقام معلم بفتح فصل لمحو الأمية ، وقام تاجر بفتح مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم ، وقام محسن ببناء مسجد أو فتح مشروع لمياه الشرب ، وقام شاب بجمع الصدقات وتوزيعها على المستحقين ، وقام شيخ بتأليف لجنة لإصلاح ذات البين ، وغير ذلك من الأعمال التي فيها خير للمجتمع ، فإن الناس يقتدون بهم ويتنافسون في فعل الخير ، حتى يكون فعل الخير هو السمة المميزة للمسلمين في تعاملهم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى