الحديث النبويالدين

حديث الرفق مع الشرح والتعريف بالراوي

 

الرفق هو لين الجانب بالقول والفعل والأخذ بالأسهل ، ويعتبر الرفق خصلة حميدة للمؤمن إذ إن الله تعالى أوصى به في عدة مواضع في القرآن الكريم ، فيثيب عليه ما لا يثيب على غيره ، قال تعالى : { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } [آل عمران : ١٥٩].

  • نص حديث الرفق

عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ﷺ قال : (( يا عائشة إن الله رفيقٌ يحب الرفق ، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه )) [أخرجه مسلم / كتاب البر والصلة والآداب].

  • التعريف براوي حديث الرفق

هي أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ، تزوجها النبي ﷺ وعمرها تسع سنين ، تعلمت الكثير من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . تميزت بالذكاء . من فقهاء الصحابة ، رُوِيَ عنها الكثير من الأحاديث . توفيت في رمضان من السنة الثامنة والخمسين للهجرة ، ودُفنت في البقيع عن عمرٍ ناهز السادسة والستين عاماً .

  • شرح حديث الرفق

في هذا الحديث الشريف يوجه رسول الله ﷺ أحب أزواجه إليه السيدة عائشة رضي الله عنها ويحثها على الرفق ، فيخبرها إن الله رفيق بخلقه وعباده ينعم عليهم ، ويقبل توبتهم ، ويجازيهم بأحسن أعمالهم ، وأنه جل وعلا يحب الرفق في كل شيء ، وهو يجازي على الرفق أكثر مما يجازي على ما سواه ، وهو توجيه لنا أيضاً لنعمل به ونسير على هداه . والرفق هو التأني واللطف ، وهو من الفضائل التي تزين الأفعال والأقوال وترتاح إليه النفوس ، وتتحقق به الأغراض ، وتتسهل به المطالب بخلاف الغلظة والشدة التي هي من رذائل الأخلاق التي تنفر منها النفوس وتستصعب بها المطالب والأعمال . والخطاب هنا في هذا الحديث ليس موجهاً لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فحسب ، بل هو خطاب لكل فرد من أمة محمد ﷺ ، وعلينا أن نتعامل مع من حولنا من الناس والحيوان والنبات وغير ذلك برفق ولين ، وأن نبتعد قدر الإمكان عن العنف والقسوة ، فالرفق سلوك يدل على الرشد والحلم والحكمة . ولا يقتصر الرفق على لين الجانب ولطف الحديث والتأني في الحكم ، بل يشمل أموراً كثيرة منها :

* الرفق مع النفس : بتهذيبها وإبعادها عن الشر.

* الرفق مع الوالدين : بطاعتهما وحسن الأدب معهما.

* الرفق مع الأبناء : بتأديبهم وتربيتهم بالحسنى.

* الرفق مع الناس : بالتودد لهم واللطف في معاملتهم.

* الرفق في الدعوة إلى الله : باتباع الحكمة والموعظة الحسنة في النصيحة.

* الرفق بالحيوان : بالعطف عليه وإطعامه وعدم إيذائه أو تحميله فوق طاقته.

* الرفق في الذبح : بتحديد الشفرة قبل الذبح.

وهكذا نجد أن الرفق يشمل أموراً كثيرة ولذلك نجد كثيراً من الأحاديث النبوية التي تحث على الرفق منها : (( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانة ، ولا ينزع من شيء إلا شانه )) [أخرجه مسلم عن عائشة رضي الله عنها]. وحديث : (( من يحرم الرفق يحرم الخير )) [أخرجه مسلم (باب الرفق) عن جرير رضي الله عنه]. وحديث : (( إذا أراد الله بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق ))[أخرجه أحمد عن عائشة رضي الله عنها].

  • ما يستفاد من حديث الرفق

١) التحلي بالرفق في الأقوال والأفعال.

٢) الرفق واللين صفة الأنبياء والصالحين فينبغي الاقتداء بهم.

٣) المتصف بصفات الرفق واللين يعطيه الله من الأجر ما لا يعطيه على غيره.

٤) المسلم ليِّن مع إخوانه المسلمين شديد على أعداء الله من الكفار والمنافقين.

٥) العنف صفة ذميمة تضر بالمجتمع المسلم يجب الابتعاد عنها.

٦) الرفق بالبيئة فلا نعمد إلى قطع الأشجار وقلع الأزهار ، أو تلويثها بالمخلفات التي تضر بها.

٧) الرفق مع الممتلكات العامة فنحافظ عليها ومن ذلك المحافظة على المدرسة وأثاثها ، والكتب المدرسية ليستفيد منها غيرنا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى