ما هي السور التي فيها سجدة؟
السور التي فيها سجدة
آيات السجدة المستحبة
قوله تعالى: ﴿إنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَيُسَبّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ﴾.
تفسير هذه الآية حيث يقول الله تعالى في ذكره: لا تتكبر، أيها المستمع المنصت للقرآن، عن عبادة الله, واذكر ربك إذا قرئ القرآن تضرعًا وخشية ودون الجهر من القول, فإن الذين عند الله من ملائكته لا يستكبرون عن التواضع له والتخشع، وذلك هو ” العبادة “. (ويسبحونه)، يقول: ويعظمون ربهم بتواضعهم وعبادته لله تعالى، (وله يسجدون)، يقول: ولله يصلون وهو سجودهم فصلوا أنتم أيضًا له, وعظموه بالصلاة، كما يفعل من عنده من الملائكة.
وفى قول الله تعالى: ﴿وللّه‏ يَسْجُدُ مَنْ في السَّماواتِ والأرْضِ طَوْعاً وكَرْهاً وظِلالُهم بالغُدُوِّ والآصالِ﴾.
يفسر أبو جعفر في ما يقول الله في ذكره: فإن امتنع هؤلاء الذين يعبدون غير الله من الأوثان والأصنام هم أشركوا بالله بدلا من فرض الطاعة والإخلاص بالعبادة له، فلله يسجد من في السموات من ملائكته التي كرمها عن غيرها، ومن في الأرض من المسلمين به يقدمون الطاعة والعبادة لله وحده، فأما الكافرون به فإنهم يسجدون لله كَرْهًا.
قوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّماوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلاَئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ * يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾.
في قوله تعالى يقصد : ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة أي يعني من كل ما يدب على الأرض .
و الملائكة يعني الملائكة التي تكون في الأرض، وإنما أفردهم بالذكر لأنه خصهم بشرف المنزلة، فميزهم من صفة الدبيب بالذكر وإن دخلوا فيها،
وهم لا يستكبرون عن عبادة ربهم، وهذا رد على قريش حيث قالوا أن الملائكة بنات الله.
قوله تعالى: ﴿ويَخِرّونَ لِلأذْقانِ يَبكُونَ وَيَزِيدُهمْ خُشُوعاً﴾.
وقوله : ( ويخرون للأذقان يبكون ) أي : يخضعوا لله سبحانه وتعالى إيمانا وصدقا بكتابه ورسوله، ويزيدهم الله خشوعا، أي : يزيدهم إيمانا وتسليما كما قال : ( والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم ) [ محمد : 17 ].
وشرح قول : ( ويخرون ) عطف صفة على صفة لا عطف سجود على سجود.
قوله تعالى: ﴿إذا تُتلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحمنِ خَرّوا سُجّداً وبكِياً﴾.
إذا تتلى عليهم آيات الرحمن وقرأ شبل بن عباد المكي ( يتلى ) بالتذكير لأن التأنيث غير صحيح مع وجود الفاصل.
وخروا سجدا وبكيا، وصفهم بالخشوع والخضوع لله والبكاء والتوسل له .
قوله تعالى: ﴿ألم ترَ أنَّ اللّه‏ يَسْجُدُ لَهُ مَن في السَّماوَاتِ ومَنْ في الأرْضِ والشَّمْسُ وَالقَمَرُ والنُّجُومُ والجِبَالُ والشَّجَرُ والدَّوابُّ وكَثيرٌ مِنَ النَّاسِ وكَثِيرٌ حَقَّ عَليهِ العَذابُ وَمَنْ يُهِنِ اللّه‏ فَمَا لَهُ مِن مُكْرِمٍ إنَّ اللّه‏ يَفْعَلُ ما يَشَاءُ﴾.
يخبر الله تعالى في هذه الآية : أنه الأحق بالعبادة وحده لا شريك له، فإنه يسجد لتعاليه وعظمته كل أمر طوعا وكرها وسجود [ كل شيء مما ] يختص به ، كما قال : ( أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون ) [ النحل : 48 ] .
وقال : ( ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض ) أي : من الملائكة في أقطار السماوات، والحيوانات في كل النواحي، من الإنس والجن والدواب والطير، ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ) [ الإسراء : 44 ].
وقوله في : ( والشمس والقمر والنجوم ) : إنما ذكر هذه على التنصيص، لأنها قد عبدت من دون الله ، فظهر أنها تسجد لمن خلقها، وأنها مسخرة ( لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون ) [ فصلت : 37 ].
وقوله : ( والدواب ) أي يخص الحيوانات جميعها.
وقوله : ( وكثير من الناس ) أي : يسجد لله طوعا مختارا متعبدا بذلك ، ( وكثير حق عليه العذاب ) أي : ممن امتنع وأبى واستكبر ، ( ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء )
قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّها الذينَ آمَنُوا ارْكَعوا وَاسْجُدوا واعْبُدُوا رَبَّكُمْ وافْعَلُوا الخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.
في قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا تقدم في أول السورة أنها فضلت بسجدتين، والسجدة الثانية لم يرها مالك، وأبو حنيفة من العزائم، لأنه شبه الركوع بالسجود، وأن المقصود بها هي الصلاة المفروضة، وخص الركوع والسجود تعظيم وشرف للصلاة، وقد استمر القول في الركوع والسجود مبيناً في (سورة البقرة ) والحمد لله وحده .
وفي قول : واعبدوا ربكم أي امتثلوا أمره، وقوموا بفعل الخير ندب فيما عدا ما وجب من غير هذا الموضع .
قوله تعالى: ﴿وَإذا قِيلَ لَهُمْ اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأمُرُنا وَزَادَهُمْ نُفُوراً﴾.
قوله تعالى : وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن أي يعبدوا الله تعالى، قالوا وما الرحمن ويقصد بها الإنكار والتعب، أي ما نعرف الرحمن إلا رحمن اليمامة، يقصدون بذلك مسيلمة الكذاب .
قوله تعالى: ﴿أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْ‏ءَ فِي السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾.
الشرح من خلال التفسير الميسر : حسَّن لهم الشيطان ذلك؛ لئلا يسجدوا لله الذي يقوم بإخراج كل شيء مخبئ ومستور في السموات والأرض من المطر والنبات والمخلوقات، ويعلم ما تُسرُّون وما تظهرون، الله الذي لا إله يستحق العبادة غيره، رب العرش العظيم.
قوله تعالى: ﴿وَظَنَّ دَاوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ فَاسْتَغفَرَ رَبَّه وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ﴾.
وأيقن داود هنا أننا فتنَّاه بهذه الخصومة، فاستغفر الله، وسجد من أجل التقرب له، وعاد إلى الله وتاب.
قوله تعالى: ﴿وَإذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ القُرْآنُ لا يَسْجِدُونَ﴾.
يقول تعالى في ذكره: وإذا قُرئ عليهم كتابه الكريم لا يخضعون ولا يستعينون، وقد ظهر هنا معنى السجود قبلُ بشواهده، فأغنى ذلك عن إعادته.
آيات السجدة الواجبة
وه