أنواع صلاة التطوع وفضلها

مفهوم صلاة التطوع
صلاة التطوع هي : صلاة مشروعة غير واجبة، يثاب المسلم على المحافظة عليها، ولا عقاب عليه إن تركها.وصلاة التطوع هي كل ما زاد على الصلواتِ الخمسِ المفروضة: الفجرِ والظُّهر والعصر والمغرب والعشاء. روى الشيخانِ عن طلحة بن عبيدالله: أن أعرابيًّا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثائر الرأس، فقال: يا رسول الله، أخبرني ماذا فرض الله عليَّ من الصلوات؟ فقال: (خمس صلواتٍ في اليوم والليلة ، فقال: هل عليَّ غيرها؟ قال: لا، إلا أن تطَّوَّعَ) [البخاري: حديث: 46, مسلم: حديث: 11].
إقرأ أيضاً: الصلوات ذوات الأسباب وكيفية أدائها.
فضل صلاة التطوع
تعد صلاة التطوع من أفضل العبادات إلى الله تعالى، لأن الصلاة خير الأعمال وأفضل العبادات، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (استقيموا ولن تحصوا واعملوا وخير أعمالكم الصلاة) [أخرجه مالك وأحمد وابن ماجه والدرامي عن ثوبان رضي الله عنه]، ولصلاة التطوع آثار طيبة في حياة المسلم وفوائد متعددة منها:
- جبر النقص الذي قد يحصل بسبب تقصير في أداء الفرائض، وقد روى أبو داود عن عمار بن ياسرٍ، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الرجلَ لينصرف وما كُتب له إلا عُشر صلاته، تُسعها، ثُمنها، سُبعها، سُدسها، خُمسها، رُبعها، ثُلثها، نُصفها) [صحيح أبي داود للألباني: حديث: 714, حديث حسن].
- صلاة التطوع سبب لمحبة الله لعبده، فقد ورد في الحديث القدسي أن الله تعالى يقول: (وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتي يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأعِيذَنَّهُ) [رواه البخاري].
- زيادة الحسنات وتكفير السيئات، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم، وإن تقرب إليّ بشبر تقربت إليه ذراعاً وإن تقرب إليّ ذراعاً تقربت إليه باعاً، وإن أتاني يمشي أتيته هروله) [أخرجه البخاري, كتاب التوحيد, باب قوله تعالى ويحذركم الله نفسه, عن أبي هريرة].
- راحة النفس وطمأنينتها، حتى جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (حبب إلي من الدنيا النساء والطيب وجعل قرة عيني في الصلاة) [أخرجه احمد والنسائي, عن أنس بن مالك رضي الله عنه].
أنواع صلاة التطوع
كل مسلم تطوع بالصلاة فهو حسن ما دام في نطاق ما سمح به الشرع، غير أنه أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم فعل بعض الصلوات وحث عليها وسنوردها هنا طلباً للتأسي به فيها، ومنها:
السنن الرواتب
يقصد بالسنن الرواتب السنن التابعة للصلوات الخمس المفروضة، ومِن هذه السنن ما يأتي قبل الفريضة، ومنها ما يأتي بعدها، وهي ما تسمى بالسنن القَبْلية، والسنن البَعْدية. وقد داوم عليها النبي صلى الله عليه وسلم، وهي:
- ركعتان قبل الفجر: فقد جاء عن عائشة رضي الله عنها قالت: (لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد منه تعاهداً على ركعتي الفجر)[أخرجه البخاري ومسلم والترمذي واللفظ له].
- ركعتان قبل صلاة الظهر وركعتان بعدها.
- ركعتان بعد المغرب.
- ركعتان بعد العشاء.
فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر ركعات كان يصليها بالليل والنهار ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء الآخرة وركعتين قبل صلاة الصبح) [أخرجه البخاري ومسلم والترمذي واللفظ له].
السنن غير الرواتب
هنالك صلوات تطوع فعلها النبي وداوم عليها، ومنها :
- صلاة الوتر لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله أمدكم بصلاة هي خير لكم من حمر النعم: الوتر جعله الله لكم فيما بين صلاة العشاء إلى أن يطلع الفجر) [أخرجه الترمذي, كتاب الصلاة, باب ماجاء في فضل الوتر, عن خارجة بن حذاقه رضي الله عنه].
- صلاة الاستخارة: فيستحب للمسلم إذا التبست عليه الأمور أن يلجأ إلى الله تعالى ويستخيره في ذلك، فقد جاء عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال:( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا همّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين غير الفريضة، ثم ليقول : اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني) قال : ويسمي حاجته، [أخرجه البخاري، كتاب الدعوات, باب الدعاء عند الأستخارة].
- صلاة القيام في شهر رمضان: فقد جاء في فضلها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه) [أخرجه البخاري, كتاب الإيمان، باب تطوع قيام رمضان، عن أبي هريرة]. وتصلى جماعه وفرادى في المساجد وفي البيوت.