الحديث النبويالدين

حديث فضل المجاهد في سبيل الله مع الشرح

  • نص حديث فضل المجاهد في سبيل الله

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قيل يا رسول الله أيُّ الناس أفضل؟ فقال رسول الله ﷺ : (( مؤمنٌ يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله )) قالوا : ثم من؟ قال : (( مؤمنٌ في شعب من الشعاب يتقي الله ويدع الناس من شره )) [أخرجه البخاري / كتاب الجهاد والسير].

  • راوي حديث فضل المجاهد في سبيل الله

أبو سعيد الخدري : اسمه سعد بن مالك بن سنان الأنصاري رضي الله عنه أحد الصحابة الأجلاء ، عرضه والده على رسول الله ﷺ يوم أُحد ليأذن له بالمشاركة في القتال ، وكان عمره ثلاث عشرة سنة ، فلم يأذن له لصغر سنه ، كان من الحفاظ المكثرين لرواية الأحاديث . توفي بالمدينة المنورة سنة أربع وسبعين للهجرة ، ودفن في البقيع .

  • شرح حديث فضل المجاهد في سبيل الله

في هذا الحديث الشريف يجيب رسول الله ﷺ على سؤال لأحد المؤمنين عن أفضل الناس عند الله قائلاً : إن أفضلهم عند الله مؤمن وقر الإيمان في قلبه ، وصدقته جوارحه ، يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله وهما أغلى ما يمتلكه . والجهاد معناه التضحية والبذل ، وهو كل جهد يبذله المؤمن لإعلاء كلمة الله تعالى بالنفس أو المال أو بهما معاً وهذا هو أعلى مراتب الجهاد وأسماها ، فالمجاهد بالنفس يقدم نفسه رخيصة في ساحات القتال ومناجزة الأعداء ، والمجاهد بالمال يبذل ماله لتجهيز الجيوش وتجهيز الغزاة وكفالة أبناء الشهداء ، والمجاهدون جميعهم وعدهم الله الجنة ، قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [سورة التوبة,آية :١١١]. وقال تعالى : { فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا } [سورة النساء,آية :٩٥]. ومن الجهاد أيضاً الجهاد باللسان والقلم ويكون بقول الحق ونشر دين الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحث على الجهاد ، والدعوة إلى الله ، وتحريض المسلمين لمنازلة أعدائهم والدفاع عن أوطانهم ومقدساتهم . كما أن من الجهاد جهاد النفس لإصلاحها وتغييرها نحو الأفضل بالتغلب على الشهوات . والجهاد في سبيل الله لنشر الإسلام ورفع رايته وإيصال دعوة الإسلام إلى جميع الناس يكون فرض كفاية ؛ إذا قام به بعض المسلمين سقط عن باقي أفراد الأمة ، لكنه يكون فرض عين في حالة احتلال أعداء الإسلام لجزء من بلاد المسلمين أو السيطرة على مقدساتهم ، أو الاعتداء على أبنائهم ، ويكون على كل مسلم قادر على الجهاد بالنفس أو بالمال أو بالكلمة حتى يتحقق نصر الله . وجهاد اليهود المحتلين لفلسطين فرض عين على كل مسلم بالنفس والمال وإذا لم يتيسر الجهاد بالنفس فيجب الجهاد بالمال وباللسان والقلم بالحث على الجهاد وتحريض المسلمين على أعدائهم . كما أخبر النبي ﷺ أن من يلي المجاهد في الفضل هو ذلك الشخص الذي انقطع عن الناس لعبادة الله تعالى حرصاً على عدم إيذاء الناس وحماية لهم من شره . وهذان النموذجين للمؤمن المجاهد ، والمنقطع التقي يمثلان صورة المؤمن الحق ، فهو إما إيجابي يبادر إلى الأعمال الصالحة التي ينفع بها مجتمعه وأمته وينفع بها نفسه يكسب الأجر الوفير ، وإما منقطع لعبادة الله تعالى وكف أذاه وشره عن المسلمين فيكسب أجر العبادة وعدم إيذاء المسلمين .

  • ما يستفاد من حديث فضل المجاهد في سبيل الله

١) أفضل أعمال المؤمنين الجهاد في سبيل الله تعالى ، وعلينا المبادرة والمشاركة فيه بالنفس والمال والكلمة ما استطعنا.

٢) أفضل الناس عند الله تعالى المجاهد في سبيله ، ثم المنقطع لعبادة الله ليسلم الناس من شره.

٣) تبليغ دعوة الإسلام فرض كفاية ، وجهاد اليهود ومن كان على شاكلتهم فرض عين على جميع المسلمين.

٤) المشاركة في جهاد اليهود بتقديم الدعم المادي والمعنوي لإخواننا المجاهدين في فلسطين.

٥) جهاد النفس واجب للتغير نحو الأصلح.

٦) الجهاد باعث على الهمة ، يجعل للحياة قيمة ومعنى.

٧) المؤمن حريص على معرفة أعمال الخير ، حريص على القيام بها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى