الحديث النبويالدين

شرح حديث النظام السياسي في الإسلام

شرح حديث النظام السياسي في الإسلام

نص الحديث

عن يحيى بن الحصين عن أُمِّهِ قالت سمعت النبي ﷺ بعرفاتٍ يخطب في حَجَّةِ الوداع يقول : ( يا أيها الناس اتقوا الله واسمعوا وأطيعوا وإن أُمِّرَ عليكم عَبْدٌ حَبَشِيٌّ مُجَدَّعٌ ما أقام فيكم كتاب الله عز وجل) .

تخريج الحديث

الحديث أخرجه “أحمد : مسند القبائل, باب مسند أم الحصين الأحسية رضي الله عنها, و “الترمذي في جامعه, برقم ١٧٠٥” و “مسلم في صحيحه, برقم٢٣٧٤” و “أبو داود في سننه, برقم ١٦٠٠” و “النسائي في الصغرى, برقم ٣٠٤٣” و “ابن ماجه في سننه, برقم ٢٨٧٧” و “أحمد في المسند” و “ابن خزيمة في صحيحه, برقم ٢٤٨٢” و “ابن حبان في صحيحه, برقم ٤٠٢٥” و “الحاكم في المستدرك, برقم ٧٤٨٧” و “النسائي في الكبرى, برقم ٢٩٨١”.

إقرأ أيضاً: النظام السياسي الإسلامي وخصائصه ومكوناته.

معاني ألفاظ الحديث

  • وإن أُمِّرَ عليكم: بصيغة المجهول من باب التفعيل أي جعل أميراً.
  • عَبْدٌ حَبَشِيٌّ مُجَدَّعٌ: رقيق أسود مقطع الأطراف، وهو ما كان يعد من اردأ العبيد. ومجدع بتشديد الدال المفتوحة أي مقطوع الأنف والأذن.
  • ما أقام فيكم كتاب الله عز وجل: أي حكمه المشتمل على حكم الرسول . قال في المجمع : فإن قيل : شرط الإمام الحرية والقرشية وسلامة الأعضاء ، قلت : نعم لو انعقد بأهل الحل والعقد ، أما من استولى بالغلبة تحرم مخالفته وتنفذ أحكامه ولو عبدا أو فاسقا مسلما.

شرح الحديث

جاء الإسلام بمنهج ينظم حياة الناس في جميع المجالات، ومما حرص الرسول ﷺ على تبليغه للأمة في حجة الوداع قبل رحيله من الدنيا وانتقاله إلى الرفيق الأعلى بيان النظام السياسي في الإسلام وما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الحكام والمحكومين.

ففي هذا الحديث يذكر رسول الله ﷺ المسلمين بالله سبحانه وتعالى ، فلا يتجاوزون أحكام شرعه، ومن ذلك ما بينه لهم في كتابه الكريم من وجوب طاعة ولي الأمر، ما دام مطبقاً لشريعة الله في الأمة، مطبقاً للمبادئ والتوجيهات التي جاء بها القرآن الكريم، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ [النساء, آية:٥٩].

ففي الإسلام يتعاون الراعي والرعية أو الحكام والشعب لأنهم يؤمنون بعقيدة واحدة ، ويسعون لتحقيق أهداف واحدة ، من خلال شريعة واحدة ، ومن هنا تصبح طاعة ولي الأمر واجبة لتيسير الوصول إلى تلك الأهداف التي تستمد شرعيتها وتكتسب أهميتها من حرص ولي الأمر على السير وفق ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.

كما ينبه الرسول ﷺ إلى أهمية طاعة ولي الأمر ، دون الالتفات إلى حسبه أو نسبه أو مكانته في قومه ، أو غير ذلك مما قد يعده بعض الناس معياراً للأفضيلة في تولي المناصب.

ولقد جاء الإسلام نظاماً عاماً يشتمل في داخله على أنظمة متعددة ، ليحقق حاجة الإنسان المتنوعة بتنوع مجالات نشاطه ، ومن أهمها النظام السياسي في الإسلام ، والنظام الاجتماعي ، والنظام الاقتصادي ، والنظام الإداري ، وغيرها من الأنظمة الفرعية الأخرى كنظام الأسرة ونظام القضاء، وهذه الأنظمة الفرعية يؤثر كل منها في الآخر ويتأثر به ، وتتكامل فيما بينها لتحقيق هدف عام هو أن يعيش المجتمع وفق مبادئ الإسلام ومثله مطبقاً أحكامه التي يستظل في ظلها جميع أفراد الأمة حكاما ومحكومين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى