الدينشهر رمضان

ما هو فضل الاعتكاف واهميته في رمضان

ما هو فضل الاعتكاف واهميته ؟

رمضان هو الشهر المقدس لدى عامة المسلمين ويعتبر محطة إيمانية وتربوية يتزود فيها المسلم بالطاعات والتقرب إلى الله وترك المعاصي ، ويكون لشهر رمضان المبارك مكانة عظيمة عند المسلمين تميزه عن بقية الشهور الهجرية فهو شهر القرآن والصوم والصدقة والاعتكاف في المساجد وصلة الأرحام . لذلك ، فإن من أعظم فضائل هذا الشهر المبارك هو التقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالتقوى والمحافظة على النوافل والبرامج الرمضانية ، حيث يعتبر الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان من أفضل البرامج الرمضانية التي كانت من سنة النبي ﷺ والصحابة الأخيار للتقرب إلى الله عز وجل .

ما هو الاعتكاف ؟

الاعتكاف لغتاً: هو عزل الذات والتمسك بشيء معين. واصطلاحا: هو شكل من أشكال العبادة التي يؤديها المسلمون خلال العشر الأواخر من رمضان ، وتعتبر سنة الاعتكاف من الطقوس البارزة في العشر الأواخر من رمضان ، حيث أن في إعتكاف المسلمين يتم قضاء العشر الأواخر من رمضان في عزلة في المسجد لفترة معينة. حيث إن كل ما يقومون به أثناء اعتكافهم هو الدعاء لله تعالى والصلاة والاستغفار وزيادة النوافل والطاعات كي يزداد اتصالهم الروحي بالله عز وجل . وفي الاعتكاف يجب على المرء أن يبقي بنية العبادة لله تعالى والامتثال لسنة المصطفى ﷺ وليس لغرض ذاتي أو دنيوي ، فقد ورد عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب  قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: “إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه” [رواه البخاري ومسلم]. وفيما روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في الاعتكاف أنها قالت : “كان النبي ﷺ يؤدّي الإعتكاف في العشر الأواخر من رمضان حتى وفاته”. [رواه البخاري].

  • فضل الاعتكاف واهميته

يعلمنا الاعتكاف في رمضان الكثير من الدروس التي تربي وتحصن المسلم من الوقوع في الخطايا ، مثل حراسة ألسنتنا من الغيبة والنميمة والخوض في أعراض الناس فهذا يعتبر درس عظيم ، حيث أن نبينا الحبيب محمد ﷺ علمنا أن حراسة ألسنتنا لا تقل أهمية عن حراسة بطوننا فقد ورد عن أبي موسى الأشعري رضى الله عنه قال : قلت : يا رسول الله ! أيُّ المسلمين أفضل ؟ قال : “من سلم المسلمون من لسانه ويده” ، فعندما نكون معتكفين فإن ذلك يحمينا من كل ذنوب اللسان لأنه لا يفترض أن نتكلم مع أحد لأننا قد نكون مشغولين بالصلاة والاستغفار وقراءة القرآن وغيرها.

أما بالنسبة للثواب والمكافآت في شهر رمضان ، فقد يتضاعفت الأجر بالفعل الى ٧٠ أو ١٠٠ مره وهذا قد يحفز المسلم على الاعتكاف في رمضان ، حيث أن الاعتكاف يشجعك على أداء المزيد من العبادات والنوافل ، وبالتالي ، فإن قضاء الوقت في أداء الإعتكاف يسمح لك بالحصول على أقصى الفوائد من هذا الشهر المبارك.

أهمية الاعتكاف

ومن فضل الاعتكاف واهميته أنه يحقق الكثير من الفوائد التي تعود على المسلم بالنفع ومنها:

  • حماية المسلم من التشتيت والتفرغ للعبادة :

يعتبر الاعتكاف ملاذ المسلم فقد يحيط بالمسلم من المشتتات ما يبعده عن ذكر الله ،قال تعالى “( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) [المنافقون (9)] فالاعتكاف هو ملاذك ، لأنه عندما تكون معتكفا لا احد يستطيع ازعاجك وستتمكن من التركيز على التجويد وحفظ القرآن الخاصة بك ، إضافة الى التفرغ للدعاء وبلوغ ليلة القدر والصلاة وغيرها من العبادات.

  • الشوق للقاء الله عز وجل :

قد تكون الأشهر القليلة الماضية صعبة للغاية ، بلا شك. لكن الحل لمشاكلنا لا يكمن في القلق والتركيز أكثر على المشكلة. بل يكمن في تعميق علاقتنا واتصالنا الروحي بالله عز وجل خاصة في شهر رمضان المبارك وذلك بقضاء المزيد من الوقت معه في العزلة ، ويعتبر الإعتكاف الطريقة المثالية لذلك.
قال ابن القيم رحمه الله: “إن الشوق لله واللقاء معه نسيم ينفخ في القلب ويزيل نار هذه الدنيا.”

الآن الكثير منا يشعر بريق وصعوبة هذه الحياة الدنيوية. مثل عدم اليقين ، والحزن ، والخسارة ، والقلق ، حيث أننا قد نجد صعوبة في التعامل معها.
ولكن هناك حل سوف نجد الراحة فيه وهو أن نقضي وقتًا في التفكير بالله سبحانه وتعالى ، والتحدث إلى الله بالدعاء، وطلب المساعدة منه، وبالتالي سوف ينمو اعتمادنا عليه. فعندما نفكر في الآخرة وفي لقاء الله ، أعبائنا تصبح أخف وزنا حينها ندرك أن الحياة الدنيا لعب ولهو وحياة مؤقتة لا تلبث أن تزول.

  •  تطهير القلب :

هناك أربعة أشياء تساعد المسلم في تطهير قلبه :
– المداومة على ذكر الله تعالى.
– الصمت ، قال رسول الله ﷺ : ” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا او ليصمت” رواه البخاري.
– العزلة (الاعتكاف).
– عدم الإفراط في تناول الطعام والشراب.

هذه الأشياء الأربعة، تساهم في تنظيف القلب والتي هي تعتبر جزء من الاعتكاف. حيث أنه في الإعتكاف نقضي الكثير من الوقت بمفردنا ، دون أي إلهاء ونأكل ببساطة دون إسراف كما نتذكر الله سبحانه وتعالى في كثير من الأحيان.

كل هذه الأشياء مجتمعة تعتبر معززات روحية للقلب تسمح لنا بالابتعاد عن الغفلة والخروج إلى حالة ذكر الله الحقيقية حيث يتوق قلبنا إلى أن يكون أقرب إلى الله عز وجل.

  • الحماية من الجحيم:

فيما روي عن النبي ﷺ انه قال: “من اعتكف يوماً ابتغاء وجه الله تعالى جعل الله بينه وبين النار ثلاثة خنادق، كل خندق أبعد مما بين الخافقين”. رواه الطبرانى.

ويعتبر شهر رمضان ككل هو شهر طلب الغفران من الله سبحانه وتعالى. أداء الإعتكاف معزز في هذا الصدد ، حيث أننا عندما نعتكف ، ستكون لدينا فرصة لحماية أنفسنا من الخطيئة والغفلة والوقوع في المعاصي . إضافة إلى ذلك فإننا سوف نكون محميون من إضاعة الوقت واتخاذ الخيارات السيئة وإيذاء الآخرين. كل هذه كان يمكن أن تكسبنا الوقت في نار الجحيم والعياذ بالله. ببساطة عن طريق إزالة أنفسنا من الغفلة عن ذكر الله ، فإننا نقلل من فرصنا في عصيان الله سبحانه وتعالى.

اللهم احفظنا جميعاً من نار الجحيم ، واعطينا التوفيق في الاعتكاف في رمضان بأفضل طريقة ممكنة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى