تاريختعليم

مراكز الحضارة الإسلامية في المشرق العربي

مراكز الحضارة الإسلامية في المشرق العربي
مراكز الحضارة الإسلامية في المشرق العربي

مراكز الحضارة الإسلامية في المشرق العربي، شكلت العديد من المدن العربية في المشرق العربي مراكز حضارية هامة في مجالات متعددة، مثل: البناء والعمران، الفنون والأدب، الزراعة، الطب ، العلوم ،التجارة، الصناعة. وقد كانت ولا زالت مصدر فخر واعتزاز للعرب خصوصا وللمسلمين عموما حتى اليوم. فما هي المراكز الهامة للحضارة الإسلامية في المشرق العربي ؟

أولا – في جزيرة العرب

  1. مكة المكرمة : تعد مكة المكرمة أهم مركز حضاري في الحضارة العربية الإسلامية ولها مكانة مقدسة لدى العرب والمسلمين، لأنها منبع الدعوة الإسلامية، وتوجد فيها الكعبة المشرفة قبلة المسلمين ورمز وحدتهم، ويقصدها المسلمون الأداء مناسك الحج والعمرة، وتجديد مشاعر الأخوة والمحبة والمساواة والوحدة بين ألوان وأجناس المسلمين من كافة أنحاء العالم.
  2. المدينة المنورة : تعد المدينة المنورة من أهم مراكز الحضارة العربية الإسلامية ، كونها العاصمة الأولى للإسلام في العهد النبوي الشريف، وعهدالخلفاء الراشدين، وحاضنة الحرم النبوي وجثمان النبي الطاهر ، وفيها وضع الرسول أسس بناء الدولة الإسلامية، وأسس صحيفة المدينة التي تعد أول دستور وميثاق يجسد نظرة الإسلام في تنظيم حياة المجتمعات في الحضارة العربية الإسلامية، ومنها انطلقت الدعوة الإسلامية إلى أرجاء الأرض.

ثانيا : في بلاد الشام

  1. القدس الشريف : العاصمة التاريخية لفلسطين منذ قبل الميلاد، ولا تزال كذلك حتى يومنا هذا، وتمثل نقطة انطلاق للحضارة العربية الإسلامية إلى غرب آسیا وشرق أوروبا والبحر الأبيض المتوسط. وقد كانت مدينة القدس ( ولا زالت ) تحتل مقامة سامية في الإسلام وفي قلوب المسلمين عموما وقلوب العرب على وجه الخصوص؛ لأنها: أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين . باعتبارها حاضنة المسجد الأقصى المبارك، وقبة الصخرة المشرفة مسری و معراج النبي عاصمة مقدسات الأديان السماوية الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلام ، وملتقى للحوار والتعايش السلمي بين علمائها . بوابة الحضارة العربية الإسلامية نحو غرب آسيا وشرق أوروبا ودول حوض البحر المتوسط .مرکز عز للعرب ؛ حيث كانت ساحة لأكثر من عشرين معركة تحرير، إلى أن أحتلت من قبل الصهاينة في منتصف القرن العشرين سنة ۱۹٤٨م، ولا زالت محتلة، وبذلك فهي مركز إذلال للعرب والمسلمين إلى أن يتم تحريرها .
  2. دمشق : اتخذ منها الأمويون عاصمة لهم، وتتميز بموقع تجاري إستراتيجي، جعلها تتحكم بطرق النقل وقوافل التجارة منها وإليها. وقد شهدت دمشق أزهی عصورها التاريخية الإسلامية في عهد الأمويين، وشملت مظاهر الحضارة العربية الإسلامية في دمشق مجالات مختلفة أبرزها الفنون والعمران، حيث شيدوا فيها: الجوامع، والمدارس، والقصور، الحمامات، والحدائق. كما ازدهرت دمشق في مجال العلوم والثقافة، ويعد الجامع الأموي أبرز معالمها الحضارية، حيث قصده طلاب العلم والدراسة من جميع أنحاء العالم الإسلامي. وقد ازدهرت دمشق علمية وثقافية. وعقد فيها المفكرون والفلاسفة المناقشات والمناظرات وتبارى فيها كبار الشعراء والأدباء، فكانت بحق مرکز هاما للحضارة العربية الإسلامية وجسرا لانتقال تأثيرها إلى المتوسط وغرب آسيا وشرق أوروبا .

ثالثا: في بلاد الرافدين

بغداد : بناها الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، واتخذها عاصمة الدولةالعباسية، وقد تنوعت مظاهر الحضارة العربية الإسلامية في بغداد، وشملت مجالات مختلفة، مثل : الأدب ، الفنون، العمارة، الطب ، الصناعة. وظهرت حركة الترجمة الواسعة من كل علم وفن في التراث الصيني والهندي والفارسي، وأصبحت بغداد مقصد علماء وطلاب العلم من جميع أنحاء العالم، وفيها يتحاور العلماء، ويتسابق الشعراء، ويتنافس الأدباء، مما جعل منها مركزا هامة للحضارة العربية الإسلامية، وبقيت بغداد كذلك حتى دمرها المغول بعد أن أسقطوا الخلافة العباسية عام 656 ه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى