تاريختعليم

التطور التاريخي لحضارة بلاد الشام

حضارة بلاد الشام
التطور التاريخي لحضارة بلاد الشام

التطور التاريخي لحضارة بلاد الشام

هناك العديد من العوامل التي ساهمت في تشكيل مسار التطور التاريخي لحضارة بلاد الشام ، نذكرأهمها كما يلي :

جغرافية بلاد الشام

أطلق العرب اسم ( بلاد الشام ) على المنطقة التي تمتد من جبال طوروس شمالاً حتى صحراء سيناء جنوبا ومن البحر المتوسط غربا إلى بلاد الرافدين شرقا ، وقد سماها أهل الحجاز ( الشام ) لوقوعها شمال الحجاز وسماها البابليون (عمور ) أي الغرب لوقوعها إلى الغرب منهم ، وأصبح اسمها في العهد اليوناني سوريا .

وقد ساعدت جغرافية بلاد الشام على قيام الحضارة فيها ، لأن موقعها قد جعلها همزة وصل بين مشرق ومغرب الوطن العربي ، وحلقة اتصال بين حضارات الشرق القديم وأوروبا، وواسطة لنقل التجارة والحضارة في العالم القديم ، إضافة إلى تمتعها بالمناخ المعتدل للبحر الأبيض المتوسط، وخصوبة تربتها التي تكونت لوفرة مياه الأنهار مثل نهر العاصي والليطاني ووادي الأردن ومياه الأمطار الشتوية والآبار والعيون ، وتنوع طبيعتها التضاريسية وتعدد منتجاتها الزراعية وأعمالها الحرفية والمهنية والتجارية، مما جعلها أرضا مشجعة على الاستقرار والتحضر ومغرية للهجرات القديمة من جنوب الجزيرة العربية .

إقرأ أيضاً : التطور التاريخي لحضارة اليمن القديم. 

سكان بلاد الشام

سكن بلاد الشام العديد من الأقوام والشعوب التي عملت على قيام و ازدهار الحضارة فيها ، وأهمها :

  1. العموريون : وهم العرب الساميون الذين هاجروا من جنوب الجزيرة العربية إلى شمال بلاد الشام (سوريا حاليا ) في حوالي ۲۰۰۰ ق . .
  2. الكنعانيون : وهم العرب الساميون الذين هاجروا من جنوب الجزيرة العربية إلى جنوب الشام (فلسطين حاليا ) حوالي 3500 ق. م وقد سميت فلسطين قديما أرض كنعان نسبة إليهم مما يؤكد عروبة فلسطين منذ القدم .
  3. الفينيقيون : وهم الذين أطلق عليهم ( الكنعانيون الشماليون ) لأنهم قسم من الكنعانيين الذين استقروا في السواحل الشمالية لبلاد الشام (سواحل سوريا ولبنان حاليا ) على البحر الأبيض المتوسط .
  4. الأراميون : وهم العرب الساميون الذين هاجروا من جنوب الجزيرة العربية أيضا واستقروا في وسط بلاد الشام ( بين دمشق ونهر اليرموك حاليا) في منتصف الألف الثاني قبل الميلاد.

إقرأ أيضاً : التطور التاريخي لحضارة بلاد الرافدين. 

دول بلاد الشام

قامت في بلاد الشام العديد من دويلات وممالك المدن التي عملت على قيام وزدهار الحضارة فيها ، وأهمها :

  1. مالك المدن العمورية : مثل مملكة ماري الشهيرة (تل الحريري حاليا ) ومملكة حرانو ( حران الحالية) ومملكة قطنة ( شرقي حمص حاليا) ونظرا للازدهار الحضاري الذي شهدته ممالك المدن العمورية فقد تنافست عليها الامبراطوريتين الحثية التي كانت تشمل بلاد الأناضول ( تركيا حاليا ) والمصرية التي كانت قائمة في مصر وفي نهاية المطاف تمكنت الإمبراطورية البابلية من مد نفوذها من بلاد الرافدين نحو بلاد الشام بقيادة حمورابي وازاحة الامبراطوريتان المتنافستان والسيطرة على ممالك المدن العمورية .
  2. ممالك المدن الكنعانية : ومن أشهر الممالك الكنعانية غزة وعكا وأريحا وحبرون ( الخليل حاليا ) وبيت شأن ( بیسان حاليا ) وبيوس (القدس ) ومجدو وشكيم ( نابلس حاليا) ويافا وقد كانت نهاية الممالك الكنعانية على يد الأشوريين والكلدانيين .
  3. ممالك المدن الفينيقية : مثل صیدا وبيبلوس (جبيل حاليا ) وأغاريت ( رأس الشمرا ) وأرواد وصور وطرابلس . وقد كانت مملكة صور أعظم ممالك المدن الفينيقية وأشهرها .
  4. مملكة قرطاجة : وهي المملكة التي أسسها الفينيقيون في وسط شمال أفريقيا ( تونس حاليا) بعد أن ازدهرت حضارتهم وتجارتهم وقوي نفوذهم وامتد من الشام عبر البحر المتوسط الى شمال افريقيا وجنوب اوروبا . وقد كان لقرطاجة دور كبير في ربط حضارة بلاد الشام بحضارة المغرب القديم. ( كما سترى تفصيل ذلك في المواضيع القادمة ) .
  5. مالك المدن الأرامية : مثل مملكة أرام دمشق (المركز الرئيسي للاراميين ) ومملكة أرام النهرین (بين نهر الفرات ورافده ( الخابور في سوريا حاليا) ومملكة أرام حماه ( حوض نهر العاصي ) ومملكة أرام شمال في الشمال وقد كانت نهاية الممالك الأرامية على يد الأشوريين في عام ۷۳۲ ق.م. وهكذا كانت حضارة بلاد الشام تستقدم الهجرات من اليمن ( جنوب الجزيرة )وتمد نفوذها الى بلاد المغرب القديم وكان لها تفاعلاتها  مع حضارة بلاد الرافدين وحضارة وادي النيل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى