
التطور التاريخي لحضارة المغرب القديم
لقد عرف المغرب خلال فترة ما قبل التاريخ حتى هذا الوقت تعاقب عدة حضارات، الان من مقالنا هذا نتعرف على التطور التاريخي لحضارة المغرب القديم.
أولا : جغرافية المغرب القديم
ساعدت العوامل الجغرافية في نشوء حضارة المغرب القديم و تشکیل مسار تطورها التاريخي ، ومن أهم هذه العوامل الجغرافية ، نذكر ما يلي:
- الموقع الجغرافي : يقع المغرب القديم في الزاوية الشمالية الغربية من الجناح الأفريقي للوطن العربي (ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا حاليا ) . ويشكل المغرب بموقعه هذا حلقة وصل بين قارتي أفريقيا وأوروبا من جهة، وبين البحر المتوسط والمحيط الأطلسي من جهة اخرى ، وقد جعله هذا الموقع الهام ساحة لتفاعل الحضارات وعرضة للأطماع الأجنبية الأوروبية كالأطماع الرومانية والبيزنطية والقوطية .
إقرأ أيضاً : التطور التاريخي لحضارة اليمن القديم.
- المناخ المتنوع : ويسود المغرب مناخ معتدل و متنوع و مساعدة على نشوء الحضارة ، حيث يسود مناخ البحر المتوسط المعتدل سهوله الساحلية وسفوح جباله الشهيرة ب( جبال الأطلس) ، كما يسود المناخ الصحراوي شبه الجاف القديم المناطق الواقعة إلى الجنوب من جبال الأطلس.
- الموارد الطبيعية : تميزت طبيعة المغرب وموارده بالتنوع ما بين سواحل وسهول وهضاب وجبال ومياه وفيرة وتربة خصبة ومعادن عديدة ، مما جعل المغرب القديم منطقة جاذبة للهجرات ومشجعة للاستقرار ومساعدة على التحضر.
إقرأ أيضاً : التطور التاريخي لحضارة بلاد الرافدين.
ثانيا : سكان المغرب القديم
تكون سكان المغرب القديم من أقوام عديدة ، ومن الأقوام التي هاجرت إليه وسكنت واستقرت فيه وأسهمت في قيام حضارته ، نذكر منها ما يلي :
- البربر : وهم العرب الذين يرجح انتقالهم أثناء الهجرات القديمة من جنوب الجزيرة العربية ( اليمن إلى الشام وعبروا سيناء نحو أفريقيا الشمالية ثم إلى المغرب و شكلوا غالبية السكان فيه) .
- الفينيقيون : وهم العرب الذين مدوا نفوذهم التجاري من بلاد الشام في الشرق نحو المغرب وأسهموا في قيام حضارته وأسسوا مملكة قرطاجة الشهيرة وتربعوا على عرش التجارة في البحر المتوسط.
- الرومان : وهم الذين توافدوا على أرض المغرب القديم من الشمال ( أوروبا ) وامتزجوا مع البربر والفينيقيين.
- القبارصة : وهم الذين توافدوا من قبرص في الشرق أثناء المد الفينيقي نحو المغرب وامتزجوا مع البربر والفينيقيين والرومان .
- الزنوج : وهم الذين توافدوا من وسط وجنوب القارة الأفريقية وامتزجوا بمن سبقهم من الأقوام . ولا شك أن تلك الأقوام عندما هاجروا أو وفدوا إلى المغرب القديم قد حملوا معهم خبراتهم السابقة التي أسهموا بها في قيام حضارة المغرب القديم ومگنتها من التفاعل مع الحضارات الأخرى العربية وغير العربية في العالم القديم .
إقرأ أيضاً : التطور التاريخي لحضارة بلاد الشام.
ثالثا : دول المغرب القديم
تعددت الدول والممالك التي قامت في المغرب القديم وأسهمت في حضارته واختلفت في قوتها وضعفها من عصر إلى عصر ، ومن أهم هذه الدول والممالك، نذكر ما يلي:
- ممالك المدن التجارية الفينيقية : وهي الممالك التي أقامها الفينيقيون في المغرب القديم بعد أن أمتد نفوذهم من بلاد الشام إلى شمال أفريقيا وسيطرتهم على مراكز ومدن التجارة في معظم سواحل البحر المتوسط وقد ظلت ممالك المدن هذه تحت السيادة الفينيقية حتى نهاية القرن السادس قبل الميلاد ، ومن أبرز هذه الممالك مملكة قرطاجة ومملكة ليكسوس ومملكة روسادير ومملكة لبتيس.
- مملكة قرطاجة : وهي مملكة أقامها الفينيقيون في البداية حول مدينة تجارية فينيقية ( تونس حاليا ) حوالي عام ۸۱٤ ق .م وظلت تحت سيادتهم حتى دب الضعف في الفينيقيين في الشام وأدى ذلك إلى استقلال قرطاجة عام ٥٢٠ ق.م وحلت محل الفينيقيين في التربع على عرش تجارة البحر المتوسط بلا منازع وازدادت قوتها العسكرية فوق قوتها التجارية في عهد قائدها الشهير هانيبال حتى قيل للرومان بأنه ( لا يمكنهم غسل أيديهم في البحر المتوسط دون إذن من قرطاجة ) كدلالة على القوة التي وصلت إليها مملكة قرطاجة وقد أدى ذلك إلى الاصطدام مع الرومان في حروب عديدة وطويلة ومنهكة كان آخرها زحف هانیبال عن طريق جبال الألب لإخضاع روما و إيقاف اعتداءاتها المتكررة على مصالح قرطاجة في البحر المتوسط ، غير أن الرومان تمكنوا في نهاية الانتصار على قرطاجة وحرقها عام 146 ق.م.
إقرأ أيضاً : التطور التاريخي لحضارة وادي النيل.
- الممالك البربرية : وهي الممالك التي أنشأها البربر في فترات الصراعات والحروب المنهكة بين قرطاجة والرومان مثل المملكة النوميدية (۳۰۰ ق.م – ٤٦ ق.م ) والمملكة الموريطانية ( ۲٥ ق.م – ٤٠ ب.م).