يعتبر السحور وجبة أساسية يتناولها المسلمين خلال شهر رمضان قبل أذان الفجر لتعينهم على الصيام ، ولها أهمية كبيرة عند عامة المسلمين ، حيث يجب أن تكون صحية ومتوازنة وذات قيمة غذائية عالية كما يجب أن تحتوي هذه الوجبة على كمية كافية من السعرات الحرارية والمواد المغذية للجسم ، لكي تمدك بالطاقة اللازمة وتضمن الاحتياجات الأساسية للجسم خلال ساعات الصيام ، مما يعطي القدرة للصائم على تحمل مشاق الصيام. وقد ورد عن النبي صلوات الله عليه وعلى آله الكثير من الأحاديث التي تحثنا على السحور لما في السحور من فوائد صحية تعود على أجسامنا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” تسحروا فإن في السحور بركة ”
وجبة السحور
وجبة السحور عبارة عن وجبة خفيفة لا تقل أهمية عن وجبة الإفطار فهي تعتبر السلاح الذي يمد الصائم بالطاقة الكافية لجسمه ليواصل الصيام في اليوم التالي ، وهناك فئات معينة يجب أن تحرص على تناول وجبة السحور مثل كبار السن، والمراهقين، والحوامل، والمرضعات، وكذلك الأطفال الذين يرغبون في الصيام. كما يجب أن تتضمن هذه الوجبة، التي تُعتبر مثل الفطور الخفيف، خضروات وحصة من الكربوهيدرات مثل الخبز أو لفائف الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة، وأطعمة غنية بالبروتين مثل منتجات الألبان (جبن خفيف الملح/لبنة/لبن) أو بيض، بالإضافة إلى طبق جانبي من الطحينة/الأفوكادو.
ولأن وجبة السحور تحل مكان وجبة الأفطار العادية فيفضل أن تتألف من نفس الأطعمة التي تؤكل عادة في الصباح مثل الحليب ومشتقاته مثل اللبنة أو الروب والبيض والخبز الاسمر ويفضل اضافة الخضراوات والفواكه لها والابتعاد عن تناول الموالح مثل المخللات والجبن. واذا كان الاكل قبل النوم مباشرة يسبب اظطرابات المعدة ، يمكن التخفيف من وجبة السحور لتقتصر على فاكهة طازجة، كالموز مع كأس الحليب. أيضا ينصح بعدم تناول الوجبات السريعة على السحور فهي غنية بالدهون والملح وتزيد من الإحساس بالعطش في اليوم التالي.
أمثلة على وجبة السحور
- قطعتان من الخبز.
- بيضة مخفوقة بالخضروات أو بيضة مسلوقة جيداً.
- خضروات مقطعة (نوعان من الخضروات).
- لبنة أو جبن مضاف إليه زعتر وزيت الزيتون.
- شاي أعشاب.
- ولا تنسى أن تشرب كمية كافية من الماء أو عصائر الفاكهة لتجنب الجفاف.
أفضل وقت لتناول وجبة السحور
عن أنس عن زيد بن ثابت رضي الله عنهما قال: “تَسَحَّرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ، قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَ الأَذَانِ وَالسَّحُورِ؟ قَالَ: قَدْرُ خَمْسِينَ آيَةً” رواه البخاري (صحيح البخاري؛ برقم: [١٩٢١]).
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: “كُنْتُ أَتَسَحَّرُ فِي أَهْلِي، ثُمَّ يَكُونُ سُرْعَةٌ بِي أَنْ أُدْرِكَ صَلَاةَ الْفَجْرِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم” (صحيح البخاري؛ برقم: [٥٧٧]).
وفيما رواه صحيح البخاري (برقم :٥٧٦) عن أنس – راوي الحديث – “كم من الوقت بين إنهاء السحور وبدء الصلاة؟”. قال: “ما دام الإنسان يحتاج إلى خمسين آية”.
وهذه الأحاديث الواردة عن نبينا الكريم تدل على استحباب تأخير السحور قبل أذان الفجر بقليل نصف ساعه تقريبا . وقد بين الحديث الأول الوقت الذي أنهى فيه النبي صلى الله عليه وسلم وزيد بن ثابت رضي الله عنهما سحورهما وصلاتهما مقدار الوقت المستغرق لقراءة خمسين آية من القرآن الكريم بوتيرة معتدلة ، ليست سريعة ولا بطيئة. وهذا يدل على أن الفارق بين انتهاء السحور والفجر دقائق قليلة، هذا يعني أن وقت الصلاة يقترب من وقت التوقف عن الأكل والشرب.
وتعجيل أكل السحور في منتصف الليل جائز ، إلا أنه مخالف للسنة. السحور يسمى بذلك لأنه يحدث في شهر السَحر ، وهو آخر الليل. حيث أنه إذا أكل الإنسان السحور في منتصف الليل ، فقد يفوت صلاة الفجر لأن النوم قد يغشاه.
علاوة على ذلك ، فإن تأخير السحور هو ألطف مع الصائم ، حيث يعطيه المزيد من الطاقة في تحمل مشقة الجوع والعطش ، لأن أحد أهداف السحور لنا أن نعطي قوة جسدية للصيام والحفاظ على الطاقة ، لذلك من الحكمة تأخيرها. لكن ينبغي أن يكون الدافع الحقيقي للصائم أن يحذو حذو النبي في هذا الأمر ، ولا يأكل السحور باكراً.
أيضا من الحكمة في تأخير وجبة السحور تمكين الجسم من الاستفادة من الطاقة والعناصر الغذائية لأكبر قدر ممكن من ساعات النهار لتخفيف مشقة الصيام ويحدث فيها من جوع وعطش.