الدينمنوعات دينية

أسباب الفساد في القرآن

أسباب الفساد في القرآن
تعرف على معنى الفساد وما هي أسباب الفساد في القرآن

نعرض لحضراتكم في هذا المقال ما هي أسباب الفساد في القرآن ، ولاكن دعونا اولا نتعرف على معنى الفساد لغةً وشرعاً.

معنى الفساد

الفساد لغةً : مصدر فَسَدَ وهو نقيض الصلاح, وقد يعني أيضاً التَّلَفُ والعَطَبُ ، الاضطراب والخلل ، الجَدْبُ والقَحْطُ ، وإِلحاقُ الضَّرَرِ. قال تعالى: ﴿وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾[المائدة:٦٤].

والفساد شرعاً: مجموعة السلوكيات أو العادات الشرِّيرة و الخبيثة التي يتمثلها فرد أو تسود في مجتمع، والتي عادة ما تتنافى مع مقاصد الشريعة الغراء والعمل بها، مما يؤدي إلى الخلل وإِلحاقُ الضَّرَرِب بالأفراد والمجتمعات.

إقرأ أيضاً : مفهوم الحرابة وحكمها والحكمة من تغليظ عقوبة الحرابة.

أسباب الفساد في القرآن

ما هي أسباب الفساد في القران؟ 

ليس للفساد سبب واحد أو أسباب يمكن حصرها ومن ثم انتهاج وسائل محددة للقضاء عليها ، بل هناك أسباب متعددة للفساد لعل من أهمها ما يأتي :

  • غياب الإيمان

لعل من أكبر آثار غياب الإيمان وأشدها خطراً على المجتمعات ما يضفيه من شعور لدى الإنسان بقصر الحياة. فحين يشعر الإنسان بأن أيامه في هذه الدنيا محدودة فإنه يستعجل تحقيق النتائج المرجوة ، خوفاً من وصول الموت إليه قبل بلوغ آماله والوصول إلى مقاصده ، كما يدفعه غياب الإيمان بالله وانكار اليوم الآخر إلى الانطلاق في هذه الدنيا مفسداً غير آبه بحق الآخرين فرداً كان أو مجتمع همه الوصول إلى تحقيق شهواته وملذاته ، قال تعالى: ﴿بَلْ يُرِيدُ الْإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ{٥} يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ{٦}﴾ [سورة القيامة].

وكم كان الشاعر موفقاً في قوله:

إذا الإيمان ضاع فلا أمان

ولا دنيا لمن لم يحيي دينا

  • التوجيه الخاطئ

حاول كثير من الفلاسفة والعلماء والمصلحين أن يصلحوا من أوضاع أممهم وشعوبهم ، وبنوا لذلك النظريات ، وسنَّوا له التشريعات والقوانين. لكن، كل تلك الجهود جاءت متنقضة ؛ يعارض بعضها البعض الآخر ، ومن ثم فقد عجزت عن إصلاح أحوال الأفراد أو الشعوب أو الدول ، بل أصبحت توجيهاتها من أكبر أسباب الفساد حين وقع الناس تحت نفوذها وتأثرها. وما استطاع فيلسوف أو زعيم أو حكيم من الحكماء أن يضع توجيهات من شأنها ان تزيل المفاسد ، لأنها جاءت مشبعة بأهواء أصحابها ونزعاتهم ورغباتهم ، بالإضافة إلى أن علم هؤلاء العلماء أو القادة أو الحكماء أو الفلاسفة بحقيقة الإنسان روحاً وجسداً ، وتفاصيل تكوينه النفسي لا يزال علماً ناصاً. وجميع المفكرين والفلاسفة والزعماء والقادة يعترفون بأن الإنسان لايزال أكبر لغز يواجه العقل البشري ، ونتيجة لهذا القصور في العلم والنقص في المعلومات واستبداد الأهواء والرغبات الشخصية بأصحابها يحدث الخطأ والفساد في التوجيهات .

  •  الأطماع الواسعة

خلق الله تعالى الإنسان في هذه الأرض ، وخلق له في هذه الدنيا ما يكفي حاجاته ويسد مطالبه. قال تعالى: ﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ﴾ [ سورة الذاريات, آية: ٢٢]. لكن ، طموح الإنسان وأطماعه وآماله لا تتوقف عند حد ، فلو أُعطيَ وادياً من ذهب لتمنى وادياً آخر ، ولو كان له قصر لحرص على أن يكون له ثانِ ، ولو منح وساماً لتمنى أن يحصل على وسام أعلى ، ويقرر القرآن الكريم هذه الحقيقة فيقول سبحانه: ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا {١٩} إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا {٢٠} وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا {٢١} إِلَّا الْمُصَلِّينَ{٢٢}﴾ [سورة المعارج].

وحين يطلق الإنسان العنان لأطماعه ويستجيب لجشعه فسيحرص على بذل كل الجهود للإستحواذ على أكبر قدر من متاع الدنيا مستخدماً وسائل غير مشروعة للتغلب على الخصوم في ميدان الزحام على متاع هذه الحياة ، والاستحواذ على حقه وحق غيره. ومن هنا ينشأ الفساد ، ويستشري الظلم بين الناس ، ويحرم الضعفاء من حقوقهم ، قال رسول الله ﷺ : ( اتقوا الظلم فإن الظلم ظلماتٌ يوم القيامة واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم ).

وعلى هذه الدعامات الضخمة يرتكز الفساد ، حيث تمثل الينابيع الكبرى لكل فساد على وجه الأرض ، وما لم تجفف تلك الينابيع فسيبقى الفساد ببقاء ينابيعه ، ولابد من عملية إصلاح تجفف ينابيع الفساد ، وتفجر ينابيع الخير في الحياة الإنسانية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى