الدينالقران الكريم

آداب تلاوة القرآن الكريم وفضله

آداب تلاوة القرآن الكريم وفضله

القرآن الكريم

القرآن الكريم : هو كلام الله المنزل وحياً من عند الله على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لهداية الناس، واخراجهم من الظلمات إلى النور . والقرآن الكريم معجز بلفظه، متعبد بتلاوته، وقد اشتمل عليه المصحف المعروف الموجود بين أيدي الناس، وليس فيه زيادة ولا نقصان ، وكل ما فيه حق وصدق ونور وهداية، لا تتغير أحكامه بتغير الزمان والمكان، فهو صالح لكل زمان ومكان، وهو مرجع الأدلة والأحكام. وعلوم القرآن هي: المباحث التي تتناول المواضيع المتعلقة بالقرآن الكريم، مثل جمعه، وترتيبه ، وأسباب نزوله، وتجويده، وتفسيره، وقراءاته، وإعجازه، وغير ذلك. ومن فوائد هذا العلم أنه يساعد على فهم القرآن ويمكن من التعامل معه لتحصیل أكبر قدر من الفائدة.

 

إقرأ أيضاً : لا يمسه إلا المطهرون.

مكانة القرآن وفضله

القرآن الكريم كتاب الله الخالد، ومعجزة الإسلام الكبرى، من صدَّق به نجا، ومن عمل به أُجر، ومن حَکَم به عَدَل ومن دعا إليه هَدَى إلى صراط مستقیم. فيه تقويم للسلوك، وتنظيم للحياة. من تمسك به تمسك بالعروة الوثقی، ونجا من الضلالة والردی. وقد ورد في فضل تعلمه وتلاوته وسماعه أحاديث كثيرة تدل على عظم شأنه وعلو منزلته، منها: قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه) [رواه ابن حبان, ١١٦, عن أبي أمامة رضي الله عنه]. وقال رسول الله ﷺ : (وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده) [رواه مسلم, باب الذكر, ٢٦٩٩, عن أبي هريرة رضي الله عنه]. وبشَّر ﷺ قارئ القرآن بأنه مع السفرة الكرام البررة، فقال: (الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران) [متفق عليه, واللفظ لمسلم, ٧٩٨, عن عائشة رضي الله عنها].

فعلى المسم أن يكون في اتصال دائم مع القرآن الكريم يتلوه ويتدبر آياته، ويحذر أن يكون من الذين يهجرون كتاب الله، ولا يذكرونه إلا في مواسم معينة.

 

أسماء القرآن وأوصافه

للقرآن أسماء مشتقة من أهدافه وطبيعته، ومتنوعة بتنوع وظائفه ومن هذه الأسماء:

  1. القرآن، قال تعالى: ﴿إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ [سورة الإسراء, آية: ٩]. وسمي بذلك لأنه مقروء محفوظ في الصدور، نتيجة لكثرة قراءته، وترداده على الألسن.
  2. الكتاب، قال تعالى: ﴿ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾ [سورة البقرة, آية: ٢]. وسمي بذلك لأنه مكتوب في سطور يقرؤه الناس، وفي ذلك إشارة إلى الترابط بين مضامينه ووحدتها في الهدف والإتجاه ، على نحو يجعل منها كتاباً واحداً.
  3. الذكر، قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [سورة الحجر, آية: ٩]. وقال تعالی: ﴿وَهَٰذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ ۚ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ﴾ [سورة الأنبياء, آية: ٥٠]. وسمي ذكراً ؛ لأنه بذكِّر الإنسان بهدفه ، ودوره في الحياة ، ويعظه بما يجب عليه كلما غفل عن ذلك.
  4. الفرقان، قال تعالى: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا﴾ [سورة الفرقان, آية: ١]. وسمي فرقاناً ؛ لأنه يفرق بين الحق والباطل باعتباره المقياس الإلهي للحقيقة.

 

أوصاف القرآن

وصف القرآن أيضا بأوصاف كثيرة منها :

  1. هدى : في قوله تعالى: ﴿هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ﴾ [لقمان:٣].
  2. نور : في قوله تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا﴾[النساء:١٧٤].
  3. شفاء : في قوله تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ ﴾ [الإسراء:٨٢].
  4. حكمة : في قوله تعالی: ﴿حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ﴾ [القمر:٥].
  5. موعظة : في قوله تعالى: ﴿قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ﴾ [يونس:٥٧].
  6. وحي : في قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ﴾ [الأنبياء:٤٥].

 

آداب تلاوة القرآن والعمل به

القرآن الكريم يهدي إلى أقوم الطرق وأوضح السبل؛ لذا ينبغي لقارئه مراعاة آداب تلاوة القرآن وتعلمه ؛ ليتمكن من الانتفاع به على أحسن وجه، وقد ذكر العلماء كثيراً من آداب تلاوة القرآن المتعلقة بالمعلم والمتعلم والتلاوة، منها:

  1. تحري الإخلاص عند تعلم القرآن وتلاوته، بحيث يقصد به وجه الله سبحانه وتعالى دون سواه من مطالب الدنيا وأعراضها.
  2. ومن آداب تلاوة القرآن العمل به، بتحلیل حلاله، وتحريم حرامه، والوقوف عند نهيه، والائتمار بأمره، وإقامة حدوده.
  3. استذكار القرآن وتعاهده، فعلى من يحفظ القرآن أو جزءاً منه أن يواظب على تلاوته ويجدد العهد به بملازمته حتى لا يتفلت منه.
  4. ومن آداب تلاوة القرآن التدبر لمعانيه، والتفكير في آياته وفي مبادئه وعواقبه، فإن في تدبر کتاب الله زيادة في الإيمان ومفتاحاً للعلوم والمعارف.
  5. تحسين الصوت بالتلاوة والترسل فيها وتبين الكلمات بأن يوفي جميع الحروف حقها عند النطق بلا تفريط ولا إفراط.
  6. ومن آداب تلاوة القرآن تجنب القراءة في موطن اللغو واللغط ومجامع السفهاء؛ لأن في ذلك إسقاط لهيبة القرآن وقد يؤدي إلى الاستخفاف به.
  7. الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم والبسملة عند تلاوته ، لقول الله تعالی: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ [النحل:٩٨].
  8. الإصغاء والإنصات و حسن الاستماع عند تلاوته لأنه خطاب الباري عز وجل وعلى المؤمن أن يقبل عليه باهتمام بالغ قال تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأعراف:٢٠٤].

 

ما الهدف من المداومة على قراءة القرآن ؟

إن الهدف من المداومة على قراءة القرآن هي الوصول إلى فهمه وتدبر آياته والعمل بما فيها من أوامر واجتناب ما فيها من نواهي في واقع الحياة حتى نكون من المهتدين إلى طريق الحق. وقد دلنا الله على صفات من هداهم إليه تعالى، فقال: ﴿الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 18].

وإذا كان المقصود والهدف من القراءة للقرآن هو التقرب إلى الله سبحانه وتعالى بتلاوة آيات كلامه الكريم، ولا يتم ذلك إلا بفهم ما يُـقرأ، وتدبر ما يُتلى، ليتذكر القارئ معاني الآيات، ويفقه ما فيها من حِكَم ومواعظ، ويعرف ما تنطوي عليه من عقائد وعبادات وأحكام، وآداب وفضائل، وحلال وحرام، وقصص وأخبار، وتذكير واعتبار. وإذا لم يتحقق المقصود من القراءة وهو التدبر والفهم، فإنه لا خير في تلك القراءة.

والله سبحانه ما أنزل كتابه إلا ليتدبَّره قارئوه، ويفقهه تالُوهُ، قال تعالى: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29]. والقراءة مع التفهم والتدبر تُحْدِثُ تأثراً في نفس القارئ وخشوعاً في القلب، وخوفاً من الله عزَّ وجل، وطمعاً في رحمته، وشوقاً إلى لقائه، وهذه نتيجة التفهم والتدبر حين القراءة والتلاوة.

فلقد أنزل الله سبحانه القرآن الكريم ليقدم للبشرية جمعاء أحكم الأحكام التشريعية، وأروع الحقائق العلمية، وأوضح الآيات الكونية. ليحققوا في ضوئها دراسات لا مثيل لها، وليبنوا منها ثروة ضخمة من العلم لا تزال، وستبقى المادة الأولى والوحيدة لقيام حضارة عالمية لا مثيل لها، تنعم في ظلها وظلالها البشرية بكل مستوياتها وكافة أشكالها وعامة أجناسها، بحياة أفضل وعيش أرغد, ولذلك كان فهمه وتطبيقه من الضروريات اللازمة.

وقد أمر الله رسوله بتلاوة القرآن في أول نزول القرآن، في قوله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل: 4]، وكل أمر للرسول صلى الله عليه وسلم هو أمرٌ لجميع المؤمنين إلى قيام الساعة ما لم يكن أمراً خاصاً بالرسول. فتلاوة القرآن وقراءته عبادة يؤجر المسلم عليها المؤمن مثل سائر العبادات، بل إن أجره يتضاعف أكثر بتلاوته مع التدبر، ولذلك حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلاوته ودلنا على عظيم أجره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ: (الم) حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ) [رواه الترمذي في سننه عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ. 5/ 175 رقم 2910]. [^↑المرجع]

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى