الدينالفقة الاسلامي

مكانة القضاء واهميته في الاسلام

مكانة القضاء في الإسلام

الإسلام دين الرحمة والمساواة والعدالة ، إنه الدين الذي جاء ليخرج الناس من الظلمات إلى النور . ويحرر الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله سبحانه وتعالى . فقد جاء الإسلام رحمة للعالمين ينظم حياة الناس في جوانبها المختلفة ، ويضع الأمور نصابها ، فيحمي المظلوم من الظالم ، ويعطي كل ذي حق حقة ، ويمنع الاعتداء وسفك الدماء ، ويحقق حياة آمنة هانئة يأمن فيها الراعي والرعية ، تصان فيها الكليات الخمس ( الدين والعرض والمال والنفس والعقل ) . ومن أجل ذلك شرع الإسلام القضاء الذي هو معني بتحقيق العدل في المجتمع بمعناه الواسع . قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا }[سورة النساء , آية : ٥٨]. 

معنى القضاء واهميته في الاسلام

  • القضاء هو النظر في دعاوى المتخاصمين والفصل فيها ، وفق شرع الله ووفق إجراءات محددة .

اهميةالقضاء في الاسلام

ترجع اهمية القضاء في الإسلام إلى كونه :

١) يحقق العدالة وينشر الخير والطمأنينة بين الناس.

٢) يمنع انتشار الجريمة ، وظهور الانحرافات السلوكية.

٣) يمنع الانتقام الشخصي _الذي يظهر في المجتمعات _ كالثأر والاختطاف والاغتيال وما شابه ذلك.

٤) بغير القضاء لا يأمن الناس على حياتهم ، ولاعلى أعراضهم ، ولاعلى أموالهم فتصاب حركة الحياة بالفوضى والشلل.

٥) يحقق الأمن والاستقرار بين أفراد المجتمع.

٦) بالقضاء تُنظم حياة الناس في كافة جوانبها المختلفة ، فينصف للمظلوم ، ويوقف الظالم ، ويعطي كل ذي حق حقه.

٧) القضاء أفضل طريقة لمنع الناس من قمع بعضهم البعض ، وضمان حصول الأفراد الضعفاء في المجتمع على العدالة ، وتحديد الصواب من الخطأ عندما تكون القضايا معقدة أو غير مؤكدة.

صفات القاضي

القاضي هو الشخص المعين لفصل الخصومات بين الناس ، ولابد أن يتصف بعدد من الصفات أهمها :

١) التكليف ويكون بالبلوغ والعقل .

٢) الرشد : فإن السفيه لايصح أن يكون قاضياً ، لأنه لا ولاية له على ماله ، فلا يكون له ولاية لرد حقوق الغير ،قال تعالى : { وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ۖ . . .} [النساء :٦].

٣) الذكاء والفطنة : فالقاضي لابد أن يكون ذكياً يعرف كيف يتعامل مع النصوص ومع المتخاصمين . ومن كان ضعيف الذكاء وبطيء الفهم فلا يصلح لمنصب القضاء.

٤) سلامة السمع والنطق والبصر فإن فقدان هذه الحواس يمنع من تولي منصب القضاء . لأنه يتطلب مخاطبة الخصوم وسماعهم والنظر إليهم .

٥) الورع في الدين : ويعني اجتناب المحرمات ، والالتزام بالشعائر التعبدية ، وحسن الخلق والبعد عن مواطن الشبهات ، فإذا كان ذلك مطلوباً من عموم المسلمين فهي في حق القاضي أشد طلباً ؛ لأنه المعني بفصل الخصومات بين الناس ومحل قدوة ، ومن الورع أن لا يقبل الهدية.

٦) العلم : فإذا كان القاضي غير عالم فلن يهتدي إلى الحكم ، الأمر الذي يؤدي إلى ضياع الحقوق .

٧) الولاية : ويقصد بالولاية كونة معيناً من الحاكم ، فلا يحق لشخص أن يمارس القضاء إلا بتعيين من ولي الأمر ، أو ممن له حق التعيين ، ويجوز للمتخاصمين ارتضاء شخص للفصل بينهم فيما دون الحدود .

واجبات القاضي

من ولي القضاء فإنة يتعين عليه الالتزام بعدد من الواجبات أهمها :

  • التحري وبذل الجهد للوصول إلى الحقيقة : ينبغي للقاضي أن يتحرى القضاء بالحق حتى يشمله قول الرسول ﷺ : (( إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران ، وإذا اجتهد وأخطأ فله أجر )) [رواه البخاري ، كتاب الأحكام _ عن أبي هريرة رضي الله عنه]. ومن مقتضيات التحري ، التلطف مع المتخاصمين ، واسشارة أهل الخبرة ، والتروي في إصدار الحكم حتى يستكمل المعلومات اللازمة.
  • المساواة بين الخصوم : فقد قال رسول الله ﷺ : (( فلا تقض للأول حتى تسمع كلام الآخر ))[أخرجة الترمذي ، كتاب الأحكام ، باب ما جاء في القاضي لا يقضي بين الخصمين حتى يسمع كلامهما ، من حديث علي كرم الله وجهه]. وورد أن القاضي شريح ساوى في مجلسه بين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وبين خصمه اليهودي ، و المساواة بين الخصوم تحقق العدالة وتوثق علاقة القاضي بالناس .
  • سرعة فصل الخصومات : لأن تأخر الفصل في الخصومات يترتب عليه ضياع الحقوق . والغاية من تعيين القاضي هي الحفاظ على الحقوق لا تضييعها ، ومما يسهم في تسريع الفصل في الخصومات تنوع المحاكم إلى جنائية ، وتجارية ، ومدنية ، واستئناف .

ما يحرم على القاضي

حرص الإسلام على أن يكون القاضي في أعلى مراتب الارتياح النفسي ، لأنه يحكم بين الناس ، فإذا طرأ عليه خلل نفسي ، فإنه يخطئ ؛ لذلك يحرم على القاضي الآتي:

١) يحرم على القاضي أن يحكم بين الناس وهو غضبان . لذلك نهى الرسول ﷺ أن يقضي الحاكم بين الناس وهو غضبان .

٢) يحرم على القاضي القضاء بين الناس وهو مشوش الفكر ، لأنه في هذه الحالة قد يخطئ في الحكم.

٣) يحرم على القاضي أن يحكم بين الناس وهو يعاني من الألم أو مشغول بأي أمر من الأمور .

٤) يحرم على القاضي أن يقبل الرشوة.

٥) يحرم على القاضي التمييز بين المتخاصمين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى