الحديث النبويالدين

حديث فضل الذكر مع الشرح والتعريف بالراوي

حديث فضل الذكر

  •                 نص حديث فضل الذكر

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : (( لا يقعد قومٌ يذكرون الله عز وجل إلاَّ حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله في من عنده )) [أخرجه مسلم / كتاب الذكر والدعاء].

    ·         التعريف براوي حديث فضل الذكر

    أبو هريرة : هو عبدالرحمن بن صخر الدوسي اليماني . كنيته أبو هريرة . أسلم عام خيبر ، وشهدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . كان حريصاً على سماع حديث الرسول ﷺ فكان أكثر الصحابة راوية للحديث . روى عنه أكثر من ثمانمائة من الصحابة والتابعين . تولى إمارة البحرين في خلافة عمر رضي الله عنه ، توفي في المدينة المنورة سنة تسع وخمسين للهجرة .

    ·         شرح حديث فضل الذكر

    يبين لنا رسول الله ﷺ في هذا الحديث مكانة الذكر والذاكرين ، مخبراً بأنه لا يجلس قوم مجلساً في بيت أو مسجد أو غيره لذكر الله تعالى ، أو قراءة كتابه ، أو تدبر آياته أو الصلاة والسلام على رسوله ﷺ إلا كان ذلك المجلس محاطاً بالملائكة يُؤَمِّنُون على دعاء ذلك المجلس ، ويشهدون استغفارهم سائلين الله تعالى المغفرة والرحمة لأهل ذلك المجلس حتى يقوموا . جاء في حديث آخر عن رسول الله ﷺ : (( إن الله تعالى يجيب دعوتهم ويغفر لهم ويعطي سائلهم ، وحين قيامهم يقول الله تعالى لهم : قوموا مغفوراً لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات )) [أخرجه الترمذي/ من حديث طويل للأعمش عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري]. والذكر توجُّه إلى الله تعالى بالدعاء والاستغفار والتسبيح وغيره . وأنواع مجالس الذكر كثيرة منها الندوات ، والمحاضرات ، وحلقات حفظ القرآن الكريم ، حلقات العلم المتنوعة، وسماع المواعظ ، ومن الذكر التفكر في مخلوقات الله تعالى ، والدعاء والاستغفار وقراءة القرآن الكريم ، والتسبيح ، والاستسقاء (طلب الغيث من الله) وطلب المعونة ، وحفظ الأدعية المأثورة… وغيرها ، وفي تلك المجالس يشعر الجالسون للذكر بهدوء في البال وطمأنينة في النفس قال تعالى : { الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } [سورة الرعد,آية:٢٨]. وأعظم به من تكريم أن يباهي ربنا ملائكته بهؤلاء القوم الذين جلسوا ذلك المجلس ويشهدهم أنه قد غفر لهم . لذلك على المسلم أن يذكر الله تعالى في كل وقت وأن يجعل مجالسه في البيت أو المسجد أو غيرهما مجالس ذكرٍ لله تعالى لينال الأجر والمثوبة ، ويفوز برضوان الله ومغفرته ، ويبتعد عن المجالس التي تخلو من ذكر الله تعالى .

    ·         فوائد ذكر الله تعالى 

    للذكر فوائد جمة منها ما يأتي :

    ١) يبعد الشيطان ويكسر شوكته ويرضي الرحمن عز وجل.

    ٢) يزيل الهم والغم ويجلب للقلب الفرح والسرور.

    ٣) يقوي القلب والبدن وينور الوجه والقلب.

    ٤) يجلب الرزق ويبارك فيه.

    ٥) يورث المراقبة لله تعالى والقرب منه.

    ٦) يزيل الخطايا وينجي من عذاب الله.

    ٧) ينزل السكينة على الذاكرين ويحيطهم بالملائكة.

    ٨) يشغل اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش والتفحش.[وللاطلاع على المزيد من فوائد الذكر يمكن الرجوع إلى كتاب (الوابل الصيب من الكلم الطيب) لابن تيمية].

    ·         ما يستفاد من حديث فضل الذكر

    ١) المداومة على ذكر الله تعالى في كل وقت.

    ٢) الحرص على حفظ الأذكار النبوية وترديدها .

    ٣) الحرص على حضور مجالس الذكر كونها مجالس الملائكة.

    ٤) تجنب مجالس اللغو واللهو كونها مجالس الشيطان.

    ٥) الحرص على جعل مجالسنا جميعها عامرة بذكر الله.

    ٦) استغلال الوقت فيما يفيد من العلم والتعلم .

    ٧) التعرف على العلماء والأصدقاء الصالحين .

    ٨) التعود على الحوار والمناقشة وآداب الحديث مع الآخرين.

     

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى